شهادة الرسالة ( مُؤذنا ) أي معلنا ( لمن ينساها ) والمرجع [ أي الضمير في ينساها يرجع إلى ] المذكورات من قبل ، من التوحيد والإيمان والإسلام (١).
إذن روح الإيمان هي ولاية الإمام عليّ وإن كان أصله ومنبته وأوله وأساسه الإقرار باللّه وبرسوله ، ولولاها لما وصلنا إلى الكمال في الدين.
فعن حمران بن أعين أنّه سأل الإمام الباقر عليهالسلام ، قال : قلت : أرايت من دخل في الإسلام أليس هو داخلاً في الإيمان؟
فقال : لا ، ولكنّه قد أضيف إلى الإيمان وخرج من الكفر ، وسأضرب لك مثلاً تعقل به فضل الإيمان على الإسلام ، أرأيت لو بصرت رجلاً في المسجد أكنت تشهد أنّك رأيته في الكعبة؟
قلت : لا يجوز لي ذلك ، قال : فلو بصرت رجلاً في الكعبة أكنت شاهدا أنّه قد دخل المسجد الحرام؟
قلت : نعم.
قال : وكيف ذلك؟
قلت : إنّه لا يصل إلى دخول الكعبة حتى يدخل المسجد.
فقال : قد أصبت وأحسنت ، ثمّ قال : كذلك الإيمان والإسلام (٢).
وعن فضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا عبداللّه يقول : إنّ الإيمان يشارك الإسلام ولا يشاركه الإسلامُ ، إنّ الإيمان ما وقر في القلوب ، والإسلام ما عليه المناكح ، والمواريث ، وحقن الدماء ، والإيمانُ يشركُ الإسلامَ والإسلامُ لا يشركُ الإيمانَ (٣).
ولو تأمّلت فيما رواه الفضل بن شاذان عن محمد بن أبي عمير أنّه سأل ابا
__________________
(١) روضة المتقين ٢ : ٢٦١.
(٢) الكافي ٢ : ٢٧ / ح ٥ ، من الباب نفسه.
(٣) الكافي ٢ : ٢٦ / ح ٣ ، من الباب نفسه.