نصّان في الغيبة الصغرى
قال ابن اسفنديار الكاتب المتوفّى ٦١٣ ه ، في كتابه ( تاريخ طبرستان ) : استقرّ الداعي الكبير [ وهو الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل ] بن زيد في آمل [ سنة ٢٥٠ ه ] ، وأعلن في أطراف طبرستان ، وگيلان ، والديلم أنّه : قد رأينا العمل بكتاب اللّه وسنّة رسوله ، وما صحَّ عن أمير المؤمنين ، وإلحاق « حيّ على خير العمل » ، والجهر بالبسملة ، والتكبير خمسا على الميّت ، ومن خالف فليس منّا (١).
وجاء في كتاب بغية الطلب في أخبار حلب لابن العديم المتوفّى ٦٦٠ هـ : « ... عن أبي بكر الصولي أنّه لمّا جلس أحمد بن عبداللّه (٢) على سدة الحكم سار إلى حمص ودُعِيَ له بها وبكورها ، وأمرهم أن يصلّوا الجمعة أربع ركعات ، وأن يخطبوا بعد الظهر ويكون في أذانهم: أشهد أن محمدا رسول اللّه ، أشهد أنّ عليّا وليّ المؤمنين ، حيّ على خير العمل » (٣).
وهذان النصان هما قبل ولادة الشيخ الصدوق يقينا ، وترى الشيعة يؤذّنون بهذا الأذان ، لأنّ له مخرجا شرعيا عندهم ، لكن لم يصبح بعد شعارا سائدا عندهم ، وذلك لما كانوا يلاقونه من جور وتعسّف من قبل الحكّام العباسيّين وقبلهم الأمويين ، فلا يمكنهم التصريح به إلاّ إذا سيطروا على مكان وأمنوا من مكر السلطان.
ومجمل القول : إنّ الشيعة ـ فيما أعتقد ـ كانت ترى ، فيما ترى ـ رجحان الإتيان
__________________
(١) تاريخ طبرستان لابن اسفنديار الكاتب : ٢٣٩ ، وعنه في تاريخ طبرستان للمرعشي المتوفى ٨٨١ ه.
(٢) وهو الخارج بالشام في أيّام المكتفي باللّه ، وكان ينتمي إلى الطالبيين ، وهو المعروف بصاحب الخال ، والذي قتل بالدكّة في سنة إحدى وتسعين ومائتين [ ٢٩١ ه].
(٣) بغية الطلب ٢ : ٩٤٤.