الصلاة » بعد الفراغ من قوله : « حيّ على خير العمل ، حي على خير العمل » (١) في حين أن الشيخ الصدوق لم يقل بهذا.
وكذا قوله رحمهالله « ولا بأس أن يُقال في صلاة الغداة على إثر حيّ على خير العمل : الصلاة خير من النوم ، مرتين للتقية » لا يمكن تصوّره والقول به ، لأنّ المؤذّن لو كان في حال التقية فلا يمكنه أن يجهر بـ « حي على خير العمل » ، وإن لم يكن في حال التقيّة فلا يجوز له أن يقول : « الصلاة خير من النوم » ، إلاّ أن نقول أنّه كان يعيش في تقيّه عالية فأفتى بالقول بالحيعلة سرّا وبالتثويب علنا ، جمعا بين الأمرين ، أو لعلّ هناك ملابسات أخرى سنوضّحها لاحقا.
الوحيد البهبهاني ومقصود الصدوق من مثلية الأذان والإقامة
قال الوحيد البهـبهاني وبعد أن ذكر رواية الحضـرمي والأسدي : فلعل المراد أنّ الإقامة كذلك غالبا ، إلاّ فيما ندر ، وهو تثنية التكبير في الأوّل ، ووحدة التهليل في الآخر ...
فيحتمل أن يكون المراد من كون الإقامة مثل الأذان ، أنّها مثله في كونها مثنى مثنى ، ردّا على العامة القائلين بكونها مرّة مرّة مطلقا ...
والصدوق في « الفقيه » لم يذكر إلاّ هذه الرواية ، ثمّ قال : هذا هو الأذان الصحيح لا يزاد فيه ولا ينقص ...
فلو لم يكن ما ذكرناه هو المراد من هذه الرواية ، ولم يكن ذلك ظاهرا عليهم ، لم يكن لما ذكره الشيخ وما ذكره الصدوق وجه ، لأنّ ظاهر هذه الرواية مخالف للمُجمع عليه ، إذ لم يرضَ أحد أن تكون الإقامة مثل الأذان ، لأنّ فيها « قد قامت الصلاة » يقينا دون الأذان ... وأمّا أن يكون المراد غيره ولا قرينة أصلاً على تعيين
__________________
(١) النهاية : ٦٨.