وعلي خير البشر » ، وقيل : إنّه فعل ذلك في سنة تسع وستين وثلاثمائة ، وقيل : ثمان وخمسين (١).
وقال التنوخي المتوفَّى ٣٨٤ هـ : أخبرني أبو الفرج الاصفهاني ( المتوفَّى ٣٥٦ هـ ) ، قال : سمعت رجلاً من القطيعة [ أو القطعية (٢) ] يؤذن : اللّه أكبر ، اللّه أكبر ، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، أشهد أنّ محمدا رسول اللّه ، أشهد أنّ عليّا ولي اللّه ، محمّد وعلي خير البشر فمن أبى فقد كفر ، ومن رضي فقد شكر ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، اللّه أكبر ، اللّه أكبر ، لا إله إلاّ اللّه (٣) ....
كل هذه النصوص تؤكد تخالف المنهجين في كثير من المفردات الفقهية وأن الأمر لم يختص بالشهاة الثالثة ومحبوبيتها ، والحيعلة الثالثة وشرعيتها ، فالأمر أكبر من ذلك ، فخط يدعو إلى الاصالة ، وخط يوجد فيه التحريف.
العشرون : ثبت علميا وتاريخيا تخالف منهج الحكام مع منهج أهل البيت في كثير من الأحكام (٤) الشرعية ، وأن العلويين عندما كان يحكمون كانوا يسعون لتطبيق ما عرفوه عن ابائهم من سنة رسول اللّه بالطرق الصحيحة ، وقد مر عليك قبل قليل ان عبيداللّه مؤسس الدولة الفاطمية أمر بقطع صلاة التراويح في شهر رمضان وأمر بالجهر بالبسملة في الصلاة المكتوبة ، والقنوت في صلاة الجمعة قبل الركوع واسقط من اذان الصبح الصلاة خير من النوم ، وزاد حي على خير العمل مع تفسيرها محمد وعلي خير البشر لورودها في الروايات الصحيحة عند
__________________
(١) زبدة الحلب في تاريخ حلب ١ : ١٥٩ ـ ١٦٠ تحقيق سامي الدهان ، ط المعهد الفرنسي.
(٢) القطعية هم الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، الذين قطعوا بإمامة الإمام الرضا ثم الأئمّة من بعده قبالاً للواقفة الذين وقفوا عند الكاظم عليهالسلام ، وهذا ما رجحناه من نص التنوخي ، ويمكن أن تقرا القطيعة ، وهي الأرض المعهودة في بغداد التي يسكنها الإمامية الاثني عشرية ، راجع كتابنا : حي على خير العمل : ٣٦٠.
(٣) نشوار المحاضرة ، للتنوخي ٢ : ١٣٢.
(٤) راجع كتابنا منع تدوين الحديث.