من حساسية مذهبية ؛ ولأ نّها ليست جزءا واجبا في الأذان تلزمه الإتيان بها في كل الظروف.
قال الذهبي : إنّ الرافضة شمخت بأنفها في مصر ، والحجاز ، والشام ، والمغرب بالدولة العبيدية ، وبالعراق والجزيرة والعجم ببني بويه ... وأعلن الأذان بالشام ومصر بـ « حي على خير العمل » (١).
وقال ابن كثير : ... استقرّت يد الفاطميّين على دمشق في سنة ٣٦٠ هـ وأذّن فيها وفي نواحيها بـ « حي على خير العمل » أكثر من مائة سنة ، وكتب لعنة الشيخين على أبواب الجوامع بها وأبواب المساجد .. (٢).
ومر عليك أيضا ما حكاه أبو الفرج الاصفهاني المتوفى ٣٥٦ عن أذان رجل من القطيعة في بغداد ، وفيه : أشهد أنّ عليّا ولي اللّه ، محمد وعلي خير البشر.
والآن استمع لما يحكيه ناصر خسرو المروزيّ الملّقب بالحجّة المتوفّى سنة ٤٥٠ ه عما شاهده في رحلته إلى اليمامة سنة ٣٩٤ ه ، وحديثه عن أحوال مدينتها ، قال : ...
وأُمراؤها علويّون منذ القديم ، ولم ينتزع أحد هذه الولاية منهم ... ومذهبهم الزيدية ، ويقولون في الإقامة : « محمد وعلي خير البشر » ، و « حي على خير العمل » (٣).
ومما تقدّم نعتقد أنّ الشيخ المفيد لم يكن من القائلين بجزئية الشهادة الثالثة في الأذان ـ كالصدوق رحمهالله ـ وإن كان يرى جواز الإتيان بالشهادة بالولاية في مفتتح الصلاة (٤) ، وقنوت الوتر (٥) ، والتسليم (٦) للروايات الصحيحة الواردة فيها.
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٥ : ١٦٠ ، وانظر ١٧ : ٥٠٧.
(٢) البداية والنهاية ١١ : ٢٦٧.
(٣) سفرنامه ناصر خسرو : ١٤٢.
(٤) المقنعة : ١٠٣ وفيه يقول : وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما على