قلي خان المَعْنِيّ ( ت ١٢٦٠ ه ) ـ والد صاحب العبقات ـ أنّ له رسالة في أنّ الشهادة بالولاية جزءٌ من الأذان (١).
وهذا يدلّ على أنّ الشهادة بالولاية كان لها أنصارها من الفقهاء والعلماء في ذلك العصر حتّى ذهب البعض منهم إلى القول بجزئيّتها كوالد صاحب العبقات.
وقد حُكي عن جدّي السيّد محمد حسين بن محمد إسماعيل المرعشي الشهرستاني ـ صهر الميرزا مهدي الشهرستاني احد المهادي الاربعة ـ أنّه لمّا سافر إلى الهند ـ في أوائل القرن الثالث عشر ـ سمع أذانا وفيه الولاية لعليّ بصورة مختلفة عمّا كان يسمعها في العراق وإيران ، وأَحْتَمِلُ أنّه سمع ما أنا سمعته في العام المنصرم حين سفري إلى الهند سنة ١٤٢٧ ه وهو : « أشهد أنّ أمير المؤمنين وإمام المتّقين عليّا وليُّ اللّه ووصيُّ رسول اللّه وخليفته بلا فصل ».
إنّ اختلاف صـيغ الأذان في العراق وإيران والهند وعلى مرّ العصور والأزمان والبلدان يؤكّد أنّهم كانوا لا يأتون بها على أنّها جزء ، بل من باب المحبوبية وبقصد القربة المطلقة. ومن هذا القبيل ما نسمع به من اذكار ومقدمات دعائية قبل الأذان وبعده في بعض البلدان الشيعية ، فالبعض يستفتح الأذان بهذه الجمل : اعوذ باللّه من شر الشيطان الرجيم ، بسم اللّه الرحمن الرحيم : « ان اللّه وملائكته يصلون على النبيّ يا أيّها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما » اللهم صلّى على محمد وآل محمد ، سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه اكبر ، فهذه الجمل الدعائية ليست زيادات في الأذان كما يريد أن يصوره البعض ، بل هي خارجة عن الأذان صورة وحكما.
وبهذا انتهينا من بيان سـير هذه المسألة في هذا القرن ، ولا أرى ضرورة ملزِمة لمتابعة المسار كما تابعناه سابقا ـ في القرنين الرابع عشر والخامس عشر
__________________
(١) مستدرك سفينة البحار ٥ : ٢٦٦ باب السين.