«أشهد ان عليّا ولي اللّه» ، و «محمد وعلي خير البشر» (١) وقد افتى ابن البراج لمن يقلده من أهل حلب باستحباب القول مرتين « آل محمد خير البرية » (٢).
الرابع : إنّ النصوص الصادرة عن المعصومين في معنى الحيعلة الثالثة وفي غيرها لم تختص بـ « أشهد أنّ عليّا أمير المؤمنين » حتى يلزمنا التعبّد بها ، بل جاءت الصـيغ الثلاث الآنفة في شواذّ الأخبار التي حكاها الشيخ الطوسي ويحيى بن سعيد ، وهي الموجودة في مرسلة الصـدوق كذلك.
وأمّا الجواب عن الإشكال الثاني : فإنّ العدد مرتبط بالإشهاد ، فإن شهد للرسول بالرسالة مرّة فعليه أن يشهد لعلي بالولاية مرة ، ومن شهد للّه وللرسول مرتين فله أن يشهد لعلي بالولاية مرتين ، لقوله عليهالسلام : « من قال : محمد رسول اللّه ، فليقل : علي أمير المؤمنين » ، أي أنّ المثلية في العدد ملحوظة في النصّ ، ومن هذا الباب ترى الإشهاد للّه ولرسوله ولعلي ثلاثا في موثقة سنان بن طريف الانفة.
إذن المثليّة ملحوظة بين فعل الشرط وجزائه ، كما هو ملحوظ في الترتيب بين الشهادات الثلاث ، فتكون الشهادة للّه بالوحدانية أوّلاً ، ثم الشهادة للرسول بالنبوة ثم الشهادة لعلي بالولاية ، ومن هنا تعرف معنى ما جاء في تفسير القمي « إلى ها هنا التوحيد ».
وبهذا البيان ارتفع ما أشكله البعض بهذا الصدد.
ولنرجع إلى أصل الموضوع.
ومما يدلّ على الشعارية كذلك مرسلة الحسين بن سعيد ، عن حنان بن سدير ، عن سالم الحنّاط ، قال : قلت لأبي جعفر الباقر عليهالسلام : أخبرني عن قول اللّه سبحانه وتعالى : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ألْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ
__________________
(١) نشوار المحاضرة ، للتنوخي ٢ : ١٣٢.
(٢) المهذب لابن البراج ١ : ٩٠.