بعلي ، فعليّ مع القرآن والقرآن مع علي (١) ، لأ نّه الوحيد الذي علم بتنزيل القرآن وتأو يله (٢). وعلم بنزول الآيات في ليل أو نهار ، وفي سهل أو جبل (٣). وقد ذكره رسول اللّه عدلاً للقرآن ، وأحد الثقلين اللذين تصان بهما الأمة وتُحفظ من الضلال.
لكننا قد نواجه إشكالاً مفادُهُ : أننا لا نرى أنّ اسمه ورد صر يحا في القرآن الكريم ، لماذا؟
ليس من الضرورة أن يذكر القرآن كلّ شيء ، وقد اجاب عمران بن حصين لمن قاله له : تَحَدَّثْ بالقرآن واترك السنّة ، قال له : أرايت لو وكلت انت واصحابك إلى القران ، أكنت تجد فيه صلاة العصر أربعا وصلاة الظهر أربعا ، وأكنت تجد الطواف بالبيت سبعا والرمي سبعا (٤) ...
فالقرآن يبين الكلّيات التي تقف عليها الشريعة أصولاً وفروعا ، فالصلاة مثلاً ذكرها اللّه وترك تفاصيلها للرسول الأكرم (٥) صلىاللهعليهوآلهوسلم وهكذا الحال بالنسبة إلى غيرها من الامور الشرعية.
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٤٧٩ / ح ١٠٤٥ ، المعجم الصغير للطبراني ١ : ٢٥٥ ، الجامع الصغير للسيوطي ٢ : ١٧٧ / ح ٥٥٩٤.
(٢) الكافي ١ : ٢١٣ / باب إن الراسخين في العلم هم الأئمّة عليهمالسلام / ح ١ ، ٢ ، ٣. وانظر فيض القدير ٤ : ٣٦٩.
(٣) انظر تفسير الصنعاني ٣ : ٢٤١ ، طبقات ابن سعد ٢ : ٣٣٨ ، التاريخ الكبير ٨ : ١٦٥ ، تاريخ دمشق ٢٧ : ١٠٠ ، ٤٢ : ٣٩٨ ، المواقف ٣ : ٦٢٧ ، منح الجليل ٩ : ٦٤٨ ، ينابيع المودة ١ : ٢٢٣ ، وانظر تفسير أبي حمزة الثمالي : ١٠٤.
(٤) انظر الكفاية في علم الرواية : ١٥ ، المطالب العالية ١٢ : ٧٣٤.
(٥) جاء في الكافي ١ : ٢٨٦ / باب ما نص اللّه عزّ وجلّ ورسوله على الأئمة عليهمالسلام واحدا فواحد / ح ١ ، عن أبي بصير أنّه قال قلت لأبي عبداللّه [ الصادق ] أن الناس يقولون فما له لم يسم عليا وأهل بيته في كتاب اللّه عزّوجلّ فقال : قولوا لهم : أن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم نزلت عليه الصلاة ولم يسم اللّه لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول اللّه هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم ... إلى أخر الخبر.