__________________
جمادى الأولى ، أو السابع والعشرين منه ، وكلاهما مناف لما ذكره من كون وفاتها عليها السلام في ثالث عشر ربيع الآخر إلاّ أن يكون قد اشتبه قلمه الشريف فأثبت ربيع الآخر بدل جمادى الأولى ، وهو كما ترى.
والذي يترجّح في النظر القاصر أنّ وفاتها سلام اللّه عليها في الثالث من جمادى الآخرة لرواية أبي بصير المتقدّمة الناصّة بيوم الوفاة من دون إبهام ولا تعليق على مدّة مكثها بعد أبيها صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وخلوّ باقي الأقوال عن مستند معتمد ، وعدم صحّة باقي الأخبار لكونها عاميّة إلاّ صحيحي هشام وأبي عبيدة ، ولا ينبغي التأمّل في أنّ قوي أبي بصير أرجح منهما ؛ لاعتضاده بالشهرة التي حكاها في بحار الأنوار ، ورواية مصباح الكفعمي ، والمصباحين ، ونصوصيّته وإبهامهما من جهة عدم التعرض لنقص الشهور الثلاثة كلا أو بعضا أو تمامهما ، مع احتمالهما كون(السبعين) محرّف (التسعين)لتقارب الكلمتين كتبا ، سيّما في الخطّ الكوفي المرسوم سابقا ، وعليه فتوافق الصحيحتان القوي ، واللّه العالم.
أقول : فتحصّل أنّ في تاريخ وفاة الصدّيقة عليها السلام أقوال :
الأوّل : أنّها بقيت بعد المصطفى صلّى اللّه عليه وآله خمسة وسبعين يوما ، وهو المشهور ، كما في اصول الكافي ٣٨٠/١ حديث ١٠ (باب مولد أمير المؤمنين عليه السلام) في الصحيح عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال : «ولدت فاطمة بنت محمّد صلّى اللّه عليه وآله بعد مبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بخمس سنين ، وتوفيت ولها ثمانية عشر سنة وخمس وسبعون يوما».
وانظر : معالم الزلفى للسيد البحراني : ١٣٣ ، والاختصاص : ١٨٥ ، وكشف الغمة ٤٤٩/١ .. وغيرها.
الثاني : بقيت أربعين يوما ؛ كما في مروج الذهب ٤٠٣/١ ، وروضة الواعظين :