قال الشيخ الشهيد الثاني قدّس سرّه في شرح الدراية (١) : تعرف العدالة المعتبرة في الراوي ؛ بتنصيص عدلين عليها ، أو بالاستفاضة ـ بأن تشتهر عدالته بين أهل النقل .. و (٢) غيرهم من أهل العلم ، كمشايخنا السالفين من عهد الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه .. وما بعده إلى زماننا هذا ـ لا يحتاج أحد من هؤلاء المشايخ المشهورين إلى تنصيص
__________________
ـ أعلى درجات الوثاقة مطلقا ، إذ لا يجيز الأجلاّء من حملة الأخبار من الرواية عن غير الثقاة فضلا عن الإستجازة ؛ إذ هم يطلبون غالبا الإجازة في الرواية من شيخ الطائفة أو فقيهها أو محدّثها .. ومن يسكن إلى روايته ، ويعتمد على خبره .. ولا شك أنّ لشيخ الإجازة رتبة ومقام ليس للراوي ، ومن هنا قال الشهيد الثاني رحمه اللّه ما قال ـ في كلامه الآتي ـ ، وكذا المحقّق البحراني ـ كما ذكره الوحيد البهبهاني في تعليقته : ٤٥ ـ : من أنّ مشايخ الإجازة في أعلى درجات الوثاقة والجلالة .. بل قال صاحب المعراج [صفحة : ٨٨] : لا ينبغي أن يرتاب في عدالتهم.
ولاحظ : عدّة الرجال ١٣٠/١ ـ ١٣٣ ، وبحث الإجازة من مقباس الهداية ومستدركاتها.
(١) دراية الشهيد : ٦٩ [الرعاية في علم الدراية : ١٩٢ باختلاف يسير] ، وأورده أبو علي الحائري في منتهى المقال ٣٥٦/٥ ـ ٣٦٧ تحت رقم ٢٤٩٢ ، في ترجمة محمّد بن إسماعيل النيشابوري ، حيث قال : إنّ مشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى التنصيص على تزكيتهم.
ولاحظ : ما كتبه الشيخ الخاقاني في رجاله : ٩٦ ـ ٩٨ ، وما أوردناه في مقباس الهداية ٢١٨/٢ ـ ٢٢٣ [الطبعة المحقّقة الاولى] وما علّقنا عليه هناك.
(٢) في رجال السيد بحر العلوم : أو ، بدلا من : الواو.