مرّة ، عن أبيه ، عن جدّه وعن أنس بن مالك قالا :
أهدي إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ طير ـ ما نراه إلاّ حبارى ـ فقال : اللهم ابعث إليّ أحبّ أصحابي إليك يؤاكلني هذا الطير. وذكر الحديث » (١).
وقوله : « أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن العباس بن نجيح ، حدّثنا محمّد بن القاسم النحوي أبو عبد الله ، حدّثنا أبو عاصم ، عن أبي الهندي عن أنس قال :
أتي النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بطائر فقال : اللهم آتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي ، فحجبته مرتين ، فجاء في الثالثة فأذنت له فقال :
يا علي ما حبسك؟ قال : هذه ثلاث مرّات قد جئتها فحجبني أنس. قال : لم يا أنس؟ قال : سمعت دعوتك يا رسول الله ، فأحببت أن يكون رجلا من قومي ، فقال النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ الرجل يحبّ قومه » (٢).
وقوله : « قرأت في كتاب عبيد الله بن أحمد النحوي ـ المعروف بجحجح ـ سماعه من أحمد بن كامل قال : قال لنا محمّد بن موسى البربري : رأيت شيخا في المسجد الجامع بالرصافة ـ سنة ٢٩ ـ طويلا أسود يخضّب بالحنّاء فسمعته يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : اهدي للنبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك يأكل معي من هذا الطير » وذكر الحديث.
فسألت عن الشيخ فقيل : هذا دينار خادم أنس بن مالك » (٣).
قلت : وقد سكت الحافظ الخطيب البغدادي عن التكلّم في سند
__________________
(١) تاريخ بغداد ١١ / ٣٧٦.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ١٧١.
(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٢.