والحديبية (١).
ثم بيان أن قول أبي عثمان باطل أن أمير المؤمنين عليهالسلام لقي من المشركين أذى تضمنته السيرة فإن قبلنا قول أبي عثمان المتهم كذبنا قول غيره ممن لا يتهم وذلك مرجوح وقد أسلفنا أن الغار ليس دليل الشجاعة فقد انتقض (٢) ما بنى الجاحظ عليه كلامه.
ثم إن قوما من أهل السنة يزعمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله نص على أبي بكر بالخلافة كما تدعي الإمامية أنه نص على علي عليهالسلام وإذا كان الأمر كذا فكيف لم يقدم على لقاء الأبطال ومكافحة الرجال فإن كانت معارفه كمعارف غيره فأين الإقدام وإن كانت دون ذلك فأين المقام والمقام.
وأقول إن ابن المغازلي (٣) روى نحو ما ادعاه الناصب لكن في
__________________
وانظر تاريخ ابن الاثير : ٢ / ٢٤٢ نقلها ملخصا وكذلك الطبري في تاريخه : ٢ / ٣٢٧.
(١) ذكر الطبري في تاريخه بعد ذكر صلح الحديبية :
ثم جرى بينهما الصلح ، فلما التأم الأمر ولم يبق الاّ الكتاب ، وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر ، فقال : يا أبا بكر أليس برسول الله؟ قال : بلى. قال : أو لسنا بالمسلمين؟ قال : بلى ، قال : أوليسوا بالمشركين؟ قال : بلى. فقال : فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر : يا عمر الزم غرزه ، فاني اشهد انه رسول الله ، قال عمر : وأنا اشهد انه رسول الله. قال : ثم أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال يا رسول الله ألست برسول الله؟ قال : بلى.
قال : أولسنا بالمسلمين؟ قال : بلى. قال : اوليسوا بالمشركين؟ قال : بلى. قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ فقال : انا عبد الله ورسوله ، لن اخالف امره ولن يضيعني ، قال : فكان عمر يقول : ما زلت اصوم واتصدق ، واصلي واعتق ، من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت ان يكون خيرا.
انظر : تاريخ الطبري : ٢ / ٢٨٠ وسيرة ابن هشام : ٣ / ٣٣١.
(٢) ن : وهذا ينقض.
(٣) لم اعثر عليه في النسخة المطبوعة.