الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ) (١).
وإنما الحكمة قضت بأن يعول في هاتيك المقامات على أرباب النجدة ويستند فيها إلى أخدان العزائم
بني هاشم لا
ناكلين إذا ألقنا |
|
تحطم والبيض (٢) الرقاق تثلم |
وقد سل باع
الموت عضبا شفاره |
|
تدر (٣) نفوس الصيد واليوم أيوم (٤) |
إذا التاحه
الثبت الصئول توهما |
|
أزال الحياة
الخاطر المتوهم (٥) |
ولا إلى غيرهم ممن لم يحسن الظن به في خوض أعماق الجلاد ومباشرة شفار الرقاق الحداد والفراسة نبوية بل مهذبه بالتدبيرات الإلهية.
وأما كونه ثاني اثنين في الهجرة فإنه كذب صريح إذ كان مصعب بن عمير (٦) سبق إلى الهجرة قبل توجه رسول الله ـ صلى الله عليه [ وآله ] ـ
__________________
(١) النساء : ٩٥.
(٢) البيض : السيوف.
(٣) ن : تدور.
(٤) ق : انوم ، ويوم ايوم ، يوم طويل لشدّته ( المنجد ).
(٥) في الهامش : لمنشيه أدام الله سعادته.
(٦) مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار ، البدري القرشي الشهيد بيوم احد.
كان انعم غلام بمكة وارفهه ، اسلم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وشارك المسلمين الأوائل جشوبة العيش حتى ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رآه يوما وعليه بردة له مرقوعة بفروة فذرفت عيناه عليه. استشهد مصعب في غزوة احد وكان على رأس جماعة أمرهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالبقاء على الشعب ولما غلب المسلمون في الهجمة الاولى واستولوا على الغنائم ، ترك المسلمون الشعب وانحدروا الى الوادي للمشاركة في جمع الغنائم مع بقية المسلمين الاّ مصعب ونفر قليل بقوا على الشعب فاستشهدوا.
انظر : سير اعلام النبلاء : ١ / ١٤٥ طبقات ابن سعد : ٣ / ١ / ٨١ الجرح والتعديل : ٨ / ٣٠٣