وزعم ملقح الفتن عدو الصحابة والقرابة أن منصوره خص بمخاطبته عند قذف مسطح لابنته بالذكر (١) وليس ذلك كما أثنى على جملة المهاجرين والأنصار فقال ( وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ ) (٢).
أقول : إن هذا الترجيح من ملقح الفتن ما جهل مفرط بالسيرة وهو خلق من لا اهتمام له بالإسلام أو حلية مغالط مدلس يهزأ في مباحثه ولا يربطه رباط دين ولا يقيده قيد حياء إذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه المخصوص بنزول القرآن المتكاثر فيه من طريق من ليس من عدادنا ولو جمع ذلك لكان عدة أجزاء وسأذكر نبذة يسيرة من ذلك من كتاب الشيخ
__________________
قال : أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي قال : اخبرنا عمر بن مرزوق قال : أخبرنا شعبة عن أبي هاشم ، عن ابي مجلز عن قيس بن عبادة قال : سمعت ابا ذر يقول : اقسم بالله لنزلت ( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) في هؤلاء الستة : حمزة وعبيدة ، وعلي بن ابي طالب ، وعتبة ، وشيبة ، والوليد بن عتبة.
ورواه البخاري عن حجاج بن منهال ، عن هشيم بن هاشم.
انظر : أسباب النزول : ١٧٦.
وذكر نزول الآية بشأن هؤلاء الستة جماعة آخرون وسطروها في كتبهم نذكر منها : شواهد التنزيل : ١ / ٣٨٦ ، صحيح البخاري : ٦ / ٩٨ ، وصحيح ابن ماجة : في ابواب الجهاد ، والمستدرك : ٢ / ٣٨٦ ، وتفسير الرازي : ٢٣ / ٢٩ ، ومشكل الآثار : ٢ / ٢٦٨ والجامع لأحكام القرآن : ١٢ / ٢٥ وتفسير ابن كثير : ٣ / ٢١٢ وجامع الاصول : ٢ / ٣٢٢ والصواعق المحرقة : ١٢٤ وذخائر العقبى : ٨٩ والرياض النضرة : ٢٠٧.
(١) قال الجاحظ : ( ضمن كلام له ) :
حتى انزل الله سبحانه على رسوله براءة عائشة ، وامر أبا بكر بالانفاق على مسطح وعياله ، وبالعفو عنه. وان يعيده الى رحله وتحت جناحه ، فأنزل الله في محكم كتابه على نبيه يريد أبا بكر ( الى ان قال ) فقال الله ـ وهو يريد أبا بكر ـ : ( وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ ... ) الآية. فقال ابو بكر : بلى يا رب ، فرده الى رحله ، وعفا عنه كما أمره الله.
انظر العثمانية : ٥٥.
(٢) النور : ٢٢.