وقال أيضا عند ذكره لمؤلفاته وكتبه :
واعلم انه إنما اقتصرت على تأليف كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى من كتب الفقه في قضاء الصلوات عن الأموات وما صنفت غير ذلك من الفقه وتقرير المسائل والجوابات ، لأني كنت قد رأيت مصلحتي ومعاذي في دنياي وآخرتي في التفرغ عن الفتوى في الأحكام الشرعية لأجل ما وجدت من الاختلاف في الرواية بين فقهاء أصحابنا في التكاليف الفعلية وسمعت كلام الله جل جلاله يقول عن أعز موجود عليه من الخلائق عليه محمد (ص) : ( ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ) فلو صنفت كتابا في الفقه يعمل بعدي عليها كان ذلك نقضا لتورعي عن الفتوى ودخولا تحت حظر الآية المشار إليها لأنه جل جلاله إذا كان هذا تهديده للرسول العزيز الأعلم لو تقوّل عليه فكيف يكون حالي إذا تقوّلت عليه جل جلاله وافتيت أو صنفت خطأ أو غلطا يوم حضوري بين يديه (١).
انتقل المترجم له الى بغداد وهو في ريعان شبابه وبقي فيها نحوا من خمس عشرة سنة (٢).
وفي بغداد اتصل بالمستنصر العباسي وكان عنده من المقربين والمحترمين وقد أنعم عليه الخليفة بدار يسكن فيها وتقع بالجانب الشرقي عند المأمونية في الدرب المعروف بدرب الجوبة (٣).
وهناك توثقت صلاته بالوزير ابن العلقمي وأخيه وولده صاحب المخزن
__________________
(١) بحار الانوار : ١٠٧ / ٤٢.
(٢) بحار الانوار : ١٠٧ / ٢٠٨.
(٣) سعد السعود : ٢٣٣.