وأما أنه ما زكاه فيكفي في تزكية أمير المؤمنين صلوات الله عليه تزكية إله الوجود حسب ما تضمنته عرصات الكتاب المجيد الذي شرع الجاحظ في تسليط التصغير عليه والقصد بما يقتضي التحقير له على ما أشار في بعض كتبه إليه.
وبعد ذلك تزكية رسول الله صلىاللهعليهوآله بكونه سيد البشر (١) وخير الخلق والخليقة (٢) وأنه المشهود له بالجنة (٣) في غير ذلك من
__________________
(١) مرّت الاشارة الى بعض مصادره هامش ص : ٧٢.
(٢) ذكر ابن ابي الحديد في شرح النهج : ٢ / ٢٦٧ عن احمد بن حنبل عن مسروق قال :
قالت عائشة : انك من ولدي ومن احبهم اليّ فهل عندك علم من المخدج؟ فقلت : نعم ، قتله علي بن ابي طالب على نهر يقال لأعلاه تأمّرا ولأسفله النهروان ، بين لخاقيق وطرفاء ، قالت : ابغني على ذلك بينة ، فأقمت رجالا شهدوا عندها بذلك ، قال : فقلت لها : سألتك بصاحب القبر ، ما الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] فيهم؟ فقالت : نعم سمعته يقول : انهم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقر بهم عند الله وسيلة.
وأيضا ذكر في البداية والنهاية : ٧ / ٢٩٦.
(٣) روى سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٥٤ بسنده عن ابن عمر ، قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي انت في الجنة ، قالها ثلاثا.
وأبو بكر البغدادي في موضح اوهام الجمع والتفريق : ٤٣ بسنده عن فاطمة بنت محمد ـ عليهاالسلام ـ قالت : نظر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى علي فقال : هذا في الجنة.
ومحمد بن محمود الخوارزمي في جامع المسانيد : ١ / ٢٢١ عن ام هاني.
ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نظر الى علي ذات يوم فرآه جائعا فقال له : يا علي ما أجاعك؟ قال : يا رسول الله اني لم أشبع منذ كذا وكذا فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ابشر بالجنة.
والطبري في منتخب ذيل المذيل : ١١٥ بسنده عن ام ( مرثد قالت :
خرجنا معه تعني مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : أول من يشرف عليكم رجل من أهل الجنة ، فأشرف علي عليهالسلام.
وابن الأثير في اسد الغابة : ٥ / ٥٧٨ بسنده عن ام خارجة امرأة زيد بن ثابت ، قالت : أتينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حائط ومعه أصحابه ، اذ قال اول رجل يطلع عليكم فهو من أهل الجنة ، فليس أحد منا الا وهو يتمنى أن يكون من وراء الحائط ، قالت : فبينما نحن