وذكر أبو عمر الزاهد (١) أنه صلىاللهعليهوآله قال لابن عباس القني إلى الجبان وأنه فسر له حروف ( الْحَمْدُ ) وهي خمسة إلى أن برق عمود الفجر ومن هذا الحديث يقول ابن عباس ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي عليهالسلام كالقرارة في المثعنجر (٢).
وروى الثعلبي بإسناد عن ابن عباس قال بينما أنا في الحجر أتاني رجل فسأل عن ( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) (٣) فقلت له الخيل حين تغير في سبيل
__________________
اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) فمحو آية الليل السواد الذي في القمر.
قال : فما كان ذو القرنين انبيا ام ملكا؟ فقال : لم يكن واحدا منهما ، كان عبدا لله احب الله واحبه الله وناصح الله فنصحه الله ، بعثه الله الى قوم يدعوهم الى الهدى فضربوه على قرنه الايمن ثم مكث ما شاء الله ثم بعثه الله الى قومه يدعوهم الى الهدى فضربوه على قرنه الايسر ولم يكن له قرنان كقرني الثور.
قال : فما هذه القوس؟ قال : هي علامة كانت بين نوح وبين ربه وهي امان من الغرق.
قال : فما البيت المعمور؟ قال : بيت فوق سبع سماوات تحت العرش يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه الى يوم القيامة.
وقال : فمن ( الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً )؟ قال : هم الا فجران من قريش قد كفيتموه يوم بدر.
قال : فمن ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) قال : قد كان اهل حروراء منهم. انتهى. وذكره ايضا العسقلاني في فتح الباري : ١٠ / ٢٢١.
(١) هو محمد بن عبد الواحد بن ابي هاشم ابو عمر الزاهد اللغوي المحدث المعروف بغلام ثعلب البغدادي ولد سنة ٢٦١ وسمع من جمع من المحدثين ، ولازم ثعلبا في العربية فاكثر عنه. كما حدث عنه جماعة اخرون. توفي سنة ٣٤٥ انظر سير اعلام النبلاء : ١٥ / ٥٠٨ وبغية الوعاة : ١ / ١٦٤ وانباه الرواة : ٣ / ١٧١.
(٢) ج وق : المنعجر. والمثعنجر : اكثر موضع ماء في البحر ، من العثجر ، المطر اذا لم يكن له امساك.
اقول : ذكر هذا الحديث وقول ابن عباس المذكور جماعة باختلاف يسير في بعض الفاظه نذكر منهم القندوزي في ينابيع المودة : ٤٠٨ والنبهاني في الشرف المؤبد : ٥٨ والامر تسرى في ارجح المطالب : ١١٣ وابن الاثير في النهاية : ١ / ١٥٢.
(٣) العاديات : ١.