وإذا تقرر هذا فكيف يقاس به غيره أو يماثل به سواه فكيف ما اعتمده الناقص (١) ساب الله من ترجيح أبي هريرة (٢) عليه المتهم عند عمر وغيره من أعيان الصحابة المقدوح فيه جدا.
وقد يكون العذر في كونه صلىاللهعليهوآله لم يذكر عند ذكر أبي هريرة وشبهه رئاسة من أغفل ذكره برهان سفاهة أبي عثمان في كون ترك ذكره برهان غمضه إذ الخاص التمام لا يذكر مع العامة والنجوم الثواقب لا تذكر مع السها.
__________________
والقندوزي في ينابيع المودة : ٥٣ و ١٨٠ و ٢٨٤ والشبلنجي في نور الابصار : ٧٣ والخطيب في تاريخ بغداد : ٧ / ١٢ ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى : ٦٣ والرياض النضرة : ٢ / ١٦٢.
(١) ن : الناقض.
(٢) ابو هريرة الدوسي اليماني ، اختلف في اسمه فقد قيل : انه عبد الرحمن وقيل عامر : وقيل غير ذلك كان من اصحاب الصفة يتصدق عليه المسلمون وقد صحب النبي (ص) ثلاث سنين وقيل اربع.
ذكره ابن كثير في البداية والنهاية وقال : يزيد بن هارون : سمعت شعبة يقول : ابو هريرة كان يدلس. ذكره ابن عساكر.
وقال شريك شريك عن مغيرة عن ابراهيم قال : كان اصحابنا يدعون من حديث ابي هريرة وروى الاعمش عن ابراهيم قال : ما كانوا ياخذون بكل حديث ابي هريرة.
وقد استعمله عمر بن الخطاب في ايام امارته على البحرين. وذكر الذهبي في سير اعلام النبلاء عن همام بن يحيى ، حدثنا اسحاق بن عبد الله بن ابي طلحة ، ان عمر قال لابي هريرة : كيف وجدت الامارة؟ قال : بعثتني وانا كاره ونزعتني وقد احببتها. واتاه باربعمائة الف من البحرين ، فقال : ما جئت به لنفسك؟ قال : عشرين الفا قال : من اين اصبتها؟ قال : كنت اتجر قال : انظر راس مالك ورزقك فخذه واجعل الاخر في بيت المال.
وتوفي ابو هريرة سنة ٥٩ وقيل ٥٨ وقيل غير ذلك.
انظر سير اعلام النبلاء : ٢ / ٥٧٨ ـ ٦٣٢ والبداية والنهاية : ٨ / ١٠٣ ـ ١١٥ والاصابة : ١٢ / ٦٣ وتهذيب التهذيب ١٢ / ٢٦٢.