وفي هاتين الروايتين دليل على وعيد الجاحظ الشديد (١) وفيما سلف عند التنقيح (٢) شاهد بأن الجاحظ ساب الصحابة (٣) يفهمه من اعتبر.
قال فإن قالوا إن عليا كان أزهد فيما تناحر (٤) الناس عليه ولأن أزهد الناس في الدنيا أعلمهم بأعمال الآخرة (٥) قلنا صدقتم في صفة الزهد ولكن أبا بكر أزهد منه (٦).
وتعلق بأنه كان ذا مال كثير فأنفقه في سبيل الله وكانت تركته يوم مات بعير ناضح (٧) وعبد صيقل (٨) مع الخلافة وكثرة الفتوح والغنائم والخراج والصدقة وكان علي مخفقا يعال ولا يعول فاستفاد الرباع والمزارع والعيون والنخيل ومات ذا مال وأوقاف وما يحسب ماله ووقفه بينبع إلا مثل كل شيء ملكه أبو بكر مذ كان في الدنيا إلى أن فارقها وتزوج فأكثر وطلق فأكثر حتى عابه بذلك معاوية (٩).
__________________
وقيل : جاء علي بن ابي طالب عليهالسلام في نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثم رجعوا الى اصحابهم فقالوا : راينا اليوم الاصلع ، فضحكوا منه فنزلت قبل ان يصل علي عليهالسلام الى رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلم.
وذكره ايضا الفخر الرازي في تفسيره في ذيل الآية المذكورة : ٣١ / ١٠١.
(١) ج وق : السديد.
(٢) ن : التقبيح.
(٣) ن : للصحابة.
(٤) ق : شاجر. وتناحر الناس عليه : تخاصموا وتشاحوا فكاد بعضهم ينحر بعضا ( المنجد ).
(٥) في المصدر : ولان ازهد الناس في الدنيا ارغبهم في الآخرة ، ولان ارغبهم في الآخرة اعلمهم باحوال الآخرة.
(٦) العثمانية : ٩٧.
(٧) ن بزيادة : كتابة.
(٨) ن : عبد صقلبي ، وعبد صيقل : نحيف ، يقال : صقلت الناقة اذا اضمرتها وصقلها السير اذا اضمرها ( لسان العرب : صقل ).
(٩) العثمانية : ٩٧ ـ ٩٨.