أما دعوى المشار إليه أنه كان لأبي بكر رضوان الله عليه مال كثير فأنفقه في سبيل الله فدعوى لم يثبت أبو عثمان برهانها ولم يوضح دليلها وللجارودية من الزيدية أن يقولوا فرق بين دعوى لم يعضدها البرهان ودعوى عضدها البرهان إذ قد روى غيرنا ممن لا يتهم نزول الآي المتكاثر في صدقة علي وشكر الله تعالى له على ذلك وثناءه عليه مثل قوله تعالى ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها
__________________
وروى الترمذي في صحيحه : ٢ / ٣١٩.
بسنده عن صبيح مولى ام سلمة عن زيد بن ارقم ان رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام : انا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.
وروى هذا ايضا ابن ماجة في صحيحه : ص ١٤ والحاكم في مستدركه : ٣ / ١٤٩ وابن الاثير في اسد الغابة : ٥ / ٥٢٣ والمتقى في كنز العمال : ٦ / ٢١٦ والمحب الطبري في ذخائر العقبى :
ص ٢٥.
وروى احمد بن حنبل في مسنده : ٢ / ٤٤٢.
بسنده عن ابي هريرة ، قال : نظر النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم الى علي والحسن والحسين وفاطمة عليهمالسلام فقال : انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.
ورواه ايضا الحاكم في مستدركه : ص ١٤٩ والخطيب البغدادي في تاريخه : ٧ / ١٣٦ والمتقى في كنز العمال : ٦ / ٢١٦.
وذكر المحب الطبري في ذخائر العقبى : ص ٢٣ قال :
وعنها ـ يعني ام سلمة قالت كان النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم عندنا منكسا راسه فعملت له فاطمة عليهاالسلام حريرة فجاءت ومعها حسن وحسين عليهماالسلام فقال لها النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : اين زوجك؟ اذهبي فادعيه فجاءت به فاكلوا فاخذ كساء فاداره عليهم وامسك طرفه بيده اليسرى ، ثم رفع اليمنى الى السماء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي وخاصتي ، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا انا حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، عدو لمن عاداهم.