الخصم وهو الجاحظ فقد تضمن كتابه هذا أن أمثال هذه الأحاديث لا عبرة بها وعول على الغار ونحو ذلك ولا أستبعد أني حكيته بفصه (١).
ثم إن قوله أمن يمكن أن يقال أنه أراد بمن علينا بذلك والجارودية يقول لسانها لا ينبغي أن يمن (٢) بالصدقة على غير رسول الله صلىاللهعليهوآله فكيف هو وهو صاحب الحقوق الجمة قال الله تعالى ( لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ) (٣).
وأما حديث الخلة والإخوة فيحتاج إلى أن يعرف من الراوي له من الخصوم فإن كان ضعيفا عندهم بطل التعلق به رأسا عندنا وعندهم وإن كان عندهم موثقا وبنوا (٤) على روايته فإن الجارودية لا تتقبل (٥) رواية خصم لتهمته وتهمة من وثقه وكذا يقولون أعني الجارودية عند قوله اقتدوا بالذين من بعدي! (٦) مع أن راويه عبد الملك بن عمير (٧) يقال أنه قتل
__________________
(١) ق : بقصته.
(٢) ج : تمن.
(٣) البقرة : ٢٦٤.
والآية كاملة : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ).
(٤) ن : بنوه.
(٥) ق : تقبل.
(٦) قال الجاحظ : ويروون ان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : اقتدوا بالذين من بعدي ابي بكر وعمر. انظر العثمانية : ١٣٥.
(٧) عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة القرشي ، ابو عمرو الكوفي المعروف بالقبطي.
رأى عليا وابا موسى ، وروى عن جماعة منهم الاشعث بن قيس ، وجابر بن سمرة وجندب بن عبد الله البجلي وغيرهم. وقال عنه العسقلاني في تهذيب التهذيب : ٦ / ٤١١ : وقال علي بن الحسين الهسنجاني عن احمد : عبد الملك مضطرب الحديث جدا ، مع قلة روايته ، ما ارى له خمسمائة حديث ، وقد غلط في كثير منها. وقال اسحاق ابن منصور : ضعفه احمد جدا. الى