أنه ما أنكر خلافة أبي بكر (١). ولا نعرف هذا التنكر (٢) بل المقرر عند الإمامية خلافه ويكفي الإمامية في الإيراد مخالفة من خالف ولو لم تثبت إلا مخالفة خالد بن سعيد في كلمته لكفى وما قررته الإمامية من إنكار علي وجماعته وهو بحث طويل ذكره الأصحاب (٣) في كثير من كتبهم.
وحكى قصة كاذبة (٤) لا أصل لها مكذبة رسول الله صلى الله عليه
__________________
(١) العثمانية : ١٨١.
(٢) ن : النكر.
(٣) قال الطبرسي في الاحتجاج : ٧٥ « عن ابان بن تغلب قال : قلت لابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : جعلت فداك هل كان احد في اصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انكر على ابي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : نعم كان الذي انكر على ابي بكر اثنا عشر رجلا ، من المهاجرين : خالد بن سعيد بن العاص وكان من بني امية وسليمان الفارسي وابو ذر الغفاري والمقداد بن الاسود وعمار بن ياسر وبريدة الاسلمي ، ومن الانصار : ابو الهيثم بن التيهان وسهل وعثمان ابنا حنيف ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين.
وابي بن كعب وابو ايوب الانصاري.
( الى ان قال ) فسار القوم حتى احدقوا بمنبر رسول الله وكان يوم الجمعة فلما صعد ابو بكر المنبر فاول من تكلم خالد بن سعيد بن العاص ثم باقي المهاجرين ثم بعدهم الانصار. ( الى ان قال ) فقام اليه خالد بن سعيد بن العاص وقال : اتق الله يا ابا بكر ، فقد علمت ان رسول الله ٦ قال ـ ونحن محتوشوه يوم بني قريظة حين فتح الله له وقد قتل علي بن ابي طالب يومئذ عدة من صناديد رجالهم وأولي البأس والنجدة منهم ـ : يا معشر المهاجرين والانصار اني موصيكم بوصية فاحفظوها ومودعكم امرا فاحفظوه ، الا ان علي بن ابي طالب اميركم بعدي وخليفتي فيكم بذلك اوصاني ربي الا وانكم ان لم تحفظوا فيه وصيتي وتؤازروه وتنصروه اختلفتم في احكامكم واضطرب عليكم امر دينكم ووليكم شراركم ، الا وان اهل بيتي هم الوارثون لأمري والعالمون لأمر امتي من بعدي. اللهم ، ومن اساء خلافتي في اهل بيتي فاحرمه الجنة التي ( عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ) » .. الحديث.
(٤) قال الجاحظ : والاغلب علينا ان المقداد لم يزل متنكرا لعلي ، لان المقداد حين خطب ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب الى النبي صلّى الله عليه [ وآله ] بعث النبي اليها عليا بذلك يخبرها ، وانه قد رضيه لها ، فكره علي ذلك فرجع الى النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وقال : رايتها كارهة.
فارسل النبي اليها رسولا فقالت : او لم اخبر عليا انني قد رضيت لنفسي بما رضي به النبي؟ فقام