الردود على « العثمانية »
إن كتاب « العثمانية » المطبوع سنة ١٣٧٤ في مصر الذي ألّفه الجاحظ عمرو بن بحر ( المتوفى سنة ٢٥٥ ه ) موضوع للرد على الشيعة ( الروافض على حد تعبيره ) وإبطال معتقدهم وتفنيد آرائهم والتشويش على وضوح رؤيتهم ودفعهم الى التشكيك بطريقتهم المثلى ومذهبهم الحق.
فأول ما فعل الجاحظ هو أنه أنكر قضايا ضرورية وامورا مسلّمة لدى الطرفين العامة والخاصة قد أثبتها التاريخ بشكل قاطع لم يدع مجالا لتشكيك مشكك فضلا عن إنكار منكر.
ثم أخذ بعد ذلك « يناور » بمناورات مكشوفة لكل ذي عينين بتنميقه ألفاظا فارغة لاعبا بها أو زخرفته لها كقوالب وقد بدت أوسع من المعاني فتاهت فيها.
ثم أخذ يعلن المبارزة فأظهر الطراد والصيال وقد اعتلى صهوة ولكنها ظهر ذي غبب وسلّ سيفا ولكنه من خشب فعل المشعوذ الماهر يموّه على الناظر حتى يريه درا ولكنه في الواقع مخشلب.
وأنىّ للمنافق غير الملتزم بمبدأ ومعتقد من دليل قوي نفيا أو إثباتا على دينه المزعوم.
وأنّى للأجير ـ وشر الناس المتاجر بدينه ـ من موقف مبدأي غير التهاوش ومنابذة الطرف المقابل ورميه بكل شناءة ولو كان أطهر من ماء السماء ، وإلصاق التهم والأباطيل بغية تلويثه ولو كان أنصع من البياض.
هذا الجاحظ وذاك كتابه ، يضرب فيه يمنة ويسرة ، يريد إثبات مراده بشتى السبل ولو بذبح الحقيقة على أعتاب الباطل.
ما اكتفى الجاحظ بما لفق من شبهات وطعون على الشيعة حتى تعداهم الى إمامهم إمام المتقين ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب عليه