النسخة حتى راح يعتقد ان كتاب التوحيد من تأليف الجاحظ حقا وحقيقة مع انه سبق ان ذكرنا انه طبع في مختلف مطابع العالم الإسلامي وفي شتى أنحائه منذ نيف ومائة وخمسين عاما ، ولو لم يكن مشهورا ومعروفا عند اهل النظر والعلم في الهند ومصر وتركيا وايران والعراق لما قاموا بطبعه وصححوا لسبته إلى الإمام الصادق عليهالسلام.
ونحن إذا أجلنا الطرف بين صفحات كتاب التوحيد ، واستقرينا جميع ما فيه من بحوث ومسائل ، وقارناها بكتابات الجاحظ ، وتمعنا في كل ذلك تمعنا بسيطا ، لرأينا البون شاسعا بينهما ، والفرق كبيرا ظاهرا لكل ذي بصيرة .. وللتثبت من ذلك والاستدلال عليه نحيل القارئ الى ما كتبه الجاحظ في صدد الكلام عن مشفر الفيل وخرطومه (١) وما كتبه الإمام الصادق في الموضوع نفسه (٢) وقارن أيضا بين ما قاله الجاحظ عن النحل (٣) وما خاطب به الصادق المفضل في البحث ذاته (٤) ، وقارن مرة ثالثة بين ما ذكره الجاحظ في وصف العنكبوت (٥) وما وصف به الصادق طبائع هذا الحيوان العجيب (٦).
__________________
(١) كتاب الحيوان للجاحظ ج ٧ ص ٣٨ ط السعادة بمصر.
(٢) راجع توحيد المفضل ص ٤١.
(٣) كتاب الحيوان ج ٥ ص ١١٦.
(٤) توحيد المفضل ص ٥٢ ـ ٥٣.
(٥) كتاب الحيوان ج ٥ ص ١٢٤.
(٦) توحيد المفضل ص ٤٧.