كتب إلى جماعة من أشراف البصرة كتابا مع مولى له اسمه سليمان ويكنى أبا رزين ، يدعوهم فيه إلى نصرته ولزوم طاعته منهم : يزيد بن مسعود النهشلي ، والمنذر ابن الجارود العبدي ، جاء في بعض فقراته : « أنا أدعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله ، فإن السنّة قد أميتت ، وإنّ البدعة قد أحييت ، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد » (١).
تقول المصادر التاريخية بأن أنصار الحسين عليهالسلام في البصرة ، قد استجابوا لدعوته هذه حتى أن أبا خالد يزيد بن مسعود النهشلي قد كتب إلى الإمام الحسين عليهالسلام كتابا جاء فيه : « .. فأقدم سعدت بأسعد طائر ، فقد ذلّلت لك أعناق بني تميم ، وتركتهم أشد تتابعا في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خامسها وكضّها ، وقد ذللت لك بني سعد وغسلت درن صدورها بماء سحابة مزن حين استهل برقها فلمع » فلما قرأ الحسين عليهالسلام الكتاب قال : « مالك آمنك اللّه يوم الخوف وأعزك وأرواك يوم العطش الأكبر » (٢). فلما تجهز المشار إليه للخروج إلى الحسين عليهالسلام بلغه قتله قبل أن يسير!.
كما أجاب الإمام عليهالسلام على الكتب المتواترة التي تدفقت إليه كالسيول من أهل الكوفة ، يقول أرباب المقاتل بأنه قد ورد على الحسين عليهالسلام منها في وقت واحد ستمائة كتاب! ثم تواترت الكتب حتى اجتمع عنده منها في نوب
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ١٨٦ ، حوادث سنة ستين.
(٢) اللهوف : ٢٨.