وإن تكن الأبدان للموت أُنشئت |
|
فقتل امرى ءٍ بالسيف في اللّه أفضلُ |
وإن تكن الأرزاق قسما مقدّرا |
|
فقلّة حرص المرء في السعي أجملُ |
وإن تكن الأموال للترك جمعها |
|
فما بال متروك به المرء يبخلُ |
ومنها لما نزل الحسين عليهالسلام بأهل بيته وأصحابه ونزل الحرّ الرياحي قبل انضمامه لجبهة الحسين وأصحابه ناحية ، وجلس الحسين عليهالسلام يصلح سيفه ويقول (١) :
يا دهرُ أُفٍ لك من خليلِ |
|
كم لك بالإشراق والأصيلِ |
من طالبٍ وصاحبٍ قتيلِ |
|
والدهرُ لايقنعُ بالبديلِ |
وكلُ حيّ سالك ٌ سبيلِ |
|
ما أقرب الوعد من الرحيلِ |
وإنما الأمرُ إلى الجليل
ولمّا سايره الحرّ وقال له : « يا حسين إنّي أذكِّرك اللّه في نفسك ، فإنِّي أشهدُ لئن قاتلت لتُقتلنَّ ، فقال له الحسين عليهالسلام : أفبالموت تخوِّفُني؟ وهل يعدو بكم الخطبُ أن تقتلوني؟ وسأقول كما قال أخو الأَوس لابن عمّه ، وهو يُريد نصر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فخوّفه ابن عمّه وقال : أين تذهبُ؟ فإنّك مقتولٌ ، فقال (٢) :
سأمضي فما بالموت عارٌ على الفتى |
|
إذا ما نوى حقّا وجاهد مسلما |
وآسى الرجال الصالحين بنفسه |
|
وفارق مثبورا وباعد مجرما |
فإن عشْتُ لم أندم وإن مت لم أُلَمْ |
|
كفى بك ذُلاًّ أن تعيشَ وترغما» |
__________________
(١) اللهوف : ٤٩.
(٢) الإرشاد ٢ : ٨١.