كما استشهد بأبيات من الشعر عندما خاطب أهل الكوفة ، بعد أن استكبروا وأصروا على محاربته ، فبعد أن ألهبهم بسياط كلمات التأنيب والتقريع ، ومنها قوله : « تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ، أحين استصرختمونا والهين ، فاصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم ، فأصبحتم إلبا لأعدائكم على أوليائكم! » وبعد أن أكمل خطبته المدوية ، تمثل بأبيات فروة بن مسيك المرادي (١) :
فإن نُهزم فهزّامون قُدما |
|
وإن نُغلب فغير مغلَّبينا |
وما إن طبنا جُبن ولكن |
|
منايانا ودولة آخرينا |
إلى أن قال :
فقل للشامتين بنا أفيقوا |
|
سيلقى الشامتون كما لقينا |
ولما برز إلى القتال قرع أسماعهم بسنان بيانه قبل أن يقرعهم بحدِّ سيفه. يروي ابن شهرآشوب (٢) أنّه « حمل على الميمنة وقال :
الموت خيل من ركوب العار |
|
والعار أولى من دخول النار |
ثمّ حمل على الميسرة وقال :
أنا الحسين بن علي |
|
أحمي عيالات أبي |
آليت أن لا أنثني |
|
أمضي على دين النبي » |
من جميع هذه الشواهد الشعرية يتبين لنا بأن الحسين عليهالسلام قد استخدم
__________________
(١) اللهوف : ٥٩.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١١٠.