قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أبعاد النهضة الحسينية

أبعاد النهضة الحسينية

أبعاد النهضة الحسينية

تحمیل

أبعاد النهضة الحسينية

127/181
*

عندما صعد المنبر بعد مقتل الحسين عليه‌السلام فقال : « الحمد للّه الذي أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين وأشياعه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب ، فقام إليه عبداللّه بن عفيف الأزدي فقال : يا عدوّ اللّه ، إنّ الكذّاب أنت وأبوكَ ، والّذي ولاّك وأبوه ، يا ابن مرجانة ، تقتل أولاد النبيين وتقوم على المنبر مقام الصِّدِّيقين؟! فقال ابن زياد : عليَّ به ، فأخذته الجلاوزة ، فنادى بشعار الأزد ، فاجتمع منهم سبعمائة رجل فانتزعوه من الجلاوزة ، فلمّا كان الليل أرسل إليه ابن زياد مَنْ أخرجه من بيته ، فضرب عنقه وصلبه في السَّبخةِ رحمه‌الله » (١).

كما انكشف الزيف اليزيدي لأهل الشام ، يشهد بذلك أرباب المقاتل ، فقد نقلوا « بأن شاميا نظر إلى فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام فقال ليزيد وكان مخدوعا به : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية؟ فقال يزيد : هذه فاطمة بنت الحسين .. فقال الشامي ـ وقد اتضحت له حقيقة الحال ـ : لعنك اللّه يا يزيد ، أتقتل عترة نبيك ، وتسبي ذريّته؟! واللّه ما توهّمت إلاّ أنهم سبي الروم. فقال يزيد : واللّه لألحقنّك بهم ، ثم أمر به فضربت عنقه » (٢).

وهكذا انهار صرح الدعاية الأموية الذي بنته على جرف هارٍ من ترهيب وتكذيب ولعن وسباب واتهامات عارية عن الصحة ، تعمل على قلب الحقائق وتزييف الوقائع .. وظهرت الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار ، وبقي ذكر الإمام الحسين عليه‌السلام وأصحابه يملأ أسماع الدنيا بعد

__________________

(١) الإرشاد / الشيخ المفيد ٢ : ١١٧.

(٢) اللهوف : ١٠٨ ـ ١٠٩.