خلقه » (١).
جدير بالذكر أن التزييف المذكور وقلب الحقائق لم يكشفه أنصار الحسين عليهالسلام فحسب ، بل تعداهم بعد ذلك إلى سائر المسلمين ، وخاصة في الكوفة والشام ، وذلك بعد أن تبين للمسلمين بأن الدّين مجرد مضغة بين أسنان اليزيديين يلوكونها في إعلامهم من أجل البقاء في السلطة ، ولو استدعى الأمر إلى قتل عترة النبي وسبي حريمهم ، ومن أجل ذلك عبَّر الرأي العام الإسلامي عن استنكاره وغضبه لتلك الجرائم البشعة ، وشجبه لتلك الأساليب الخسيسة ، ظهر ذلك في موقف زيد بن أرقم من أصحاب رسول اللّه عندما رأى ابن زياد ينكث ثنايا رأس الحسين عليهالسلام حين وضعه أمامه في اُجانة ، فصاح به مغضبا : « ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين ، فواللّه الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله عليهما ما لا أُحصيه كثرةً تقبلهُما ، ثمّ انتحب باكيا. فقال له ابن زياد : أبكى اللّه عينيك ، أتبكي لفتح اللّه؟ ـ لاحظ التزيف ـ واللّه لولا أنّك شيخ قد خَرِفْتَ وذهب عقلك لضربتُ عنقك » (٢).
كما ظهر ذلك أيضا في موقف عفيف الأزدي الذي وقف كالجبل الشامخ ، فردّ على ابن زياد الذي أراد أن يتظاهر بالحق ويقلب الحقائق
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٢٣٩ ، حوادث سنة إحدى وستين.
(٢) الإرشاد ٢ : ١١٤ ، الأمالي / الشيخ الطوسي : ٢٥٢ ، المناقب ٣ : ٢٦١ ، فتح الباري شرح صحيح البخاري / ابن حجر العسقلاني ٧ : ٧٥ ، دار المعرفة ، بيروت ط ٢ ، الأخبار الطوال / الدينوري : ٢٦٠ ، تاريخ دمشق / ابن عساكر ٤١ : ٣٦٥ ، أسد الغابة / ابن كثير ٥ : ٣٨١.