تواكب سير قافلة الحسين (سلام اللّه عليه) حتى لا تحيد عن الخطة المرسومة لتحركها.
قال الشيخ المفيد قدسسره : « تردّد الكلام بينهما حتى قال له الحسين عليهالسلام : فإذا كنتم على خلاف ما أتتني به كتبكم وقدمت به عليّ رسلكم ، فإنّني أرجع إلى الموضع الذي أتيت منه ، فمنعه الحرّ وأصحابه من ذلك. وقال : بل خذ يا ابن رسول اللّه طريقا لا يدخلك الكوفة ولا يوصلك إلى المدينة ، لأعتذر أنا إلى ابن زياد بأنّك خالفتني في الطريق ، فتياسر الحسين عليهالسلام حتى وصل إلى عذيب الهجانات قال : فورد كتاب عبيداللّه بن زياد إلى الحرّ يلومه في أمر الحسين عليهالسلام ، ويأمره بالتضييق عليه ، فعرض له الحرّ وأصحابه ومنعوه من السير ، فقال له الحسين عليهالسلام : ألم تأمرنا بالعدول عن الطريق. فقال له الحرّ : بلى ، ولكن كتاب الأمير عبيداللّه قد وصل يأمرني فيه بالتضييق ، وقد جعل عليَّ عينا يطالبني بذلك » (١).
وهكذا انقلب الموقف رأسا على عقب بصدور أمرٍ عسكري صارمٍ من عبيد اللّه بن زياد يطلب فيه من الحر الرياحي أن يُضيق الحصار على قوات الإمام ويوقف مسيرتها ، وعيّن ابن زياد ضابط استخبارات عسكرية كلّفه بمراقبة مدى التزام الحر الرياحي بهذا الأمر الصادر إليه ، وكان النَّص الحرفي للأمر هو : « أما بعد ، فجعجع بالحسين ، حين يبلغك كتابي ، ويقدم عليك رسولي ، ولا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء ، فقد أمرت رسولي أن يلزمك ، ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك
__________________
(١) اللهوف : ٤٧ ـ ٤٨.