الذي اتّبعه الحسين عليهالسلام ، قال : « وأمر الحسين أصحابه أن يضموا مضاربهم بعضهم من بعض ، ويكونوا أمام البيوت ، وأن يحفروا من وراء البيوت أخدودا ، وأن يضرموا فيه حطبا وقصبا كثيرا ، لئلا يؤتوا من أدبار البيوت ، فيدخلوها » (١).
٥ ـ عقد الحسين عليهالسلام مؤتمرا حربيا لقادته وقواته واختار اللّيل وقتا لانعقاده ، حتى لا تنكشف استعداداته من قبل مراصد العدو ، فقد أطلعهم على الموقف العصيب الذي يواجهونه ، وبين لهم بأن الحرب وشيكة الوقوع ، وسمح لمن أراد الانسحاب منهم بالذهاب وأحلّه من بيعته ، وأمر الباقين بالصبر والجهاد حتى يقضي اللّه أمرا كان مفعولاً.
٦ ـ جمع الحسين عليهالسلام قواته وقسمها حسب التقسيم التقليدي السائد إلى ميمنة وميسرة وقلب ، فجعل زهير بن القين ومعه عشرون فارسا على الميمنة ، يقول أبو مخنف : « وعبّأ الحسين أصحابه وصلى بهم صلاة الغداة ، وكان معه اثنان وثلاثون فارسا ، وأربعون راجلاً ، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه ، وحبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه ، وأعطى رايته العباس بن علي أخاه ، وجعلوا البيوت من ظهورهم » (٢) ، وأدخل الأطفال والحرم إلى الخيمة. وتمكن من ترتيب قواته بحيث تبقى تحت تصرفه قوة عسكرية احتياطية يعالج بها المواقف الطارئة.
٧ ـ أجّج معنويات جنوده إلى درجة أصبحوا يستأنسون بالموت
__________________
(١) الأخبار الطوال : ١٩١.
(٢) مقتل الحسين / أبو مخنف : ١١٣ ، انظر : الإرشاد ٢ : ٩٥.