الشامل الذي شنّه جيش الكوفة على مخيم الحسين في بداية المعركة.
ابتدأت المبارزة الفردية بتوجه الحر الرياحي بعد التحاقه بصفوف قوات الإمام الحسين عليهالسلام يطلب الإذن له بالبراز ، قال للحسين عليهالسلام : « جعلت فداك ، أنا صاحبك الذي حبسك عن الرجوع ، وجعجع بك ، وما ظننت أنّ القوم يبلغون منك ما أرى ، وأنا تائب إلى اللّه تعالى فهل ترى لي من توبة؟ فقال الحسين عليهالسلام : نعم يتوب اللّه عليك. فنزل وقال : أنا لك فارسا خير منّي لك راجلاً وإلى النزول يصير آخر أمري. ثمّ قال : فإذا كنت أوّل من خرج عليك ، فأذن لي أنّ أكون أوّل قتيل بين يديك ، لعلّي أكون ممّن يصافح جدّك محمدا صلىاللهعليهوآله غدا يوم القيامة » (١). فبرز إلى الميدان ، وهو القائد الحربي المجرّب ، فأخذ يفتك بقوات العدو ، ويتوغل بين صفوفها في العمق ، مما أوقع في صفوفها خسائر فادحة بين قتيل وجريح ثم استشهد رضى الله عنه.
بعدها برز برير بن خضير منفردا إلى الميدان شاهرا سلاحه ، فخرج في مقابله يزيد بن المفضل فاتفقا على المباهلة إلى اللّه تعالى في أن يقتل المحق منهما المبطل ، وتلاقيا فقتله برير الذي استمر يجدل أفراد العدو إلى أن قُتل.
ثم خرج وهب بن جناح الكلبي مبارزا ، وكانت معه امرأته ووالدته ، وبعد أن أجهده التعب ، واشتد به العطش رجع إليهما وقال : « يا أماه أرضيت أم لا؟ فقالت الأم : ما رضيت حتى تُقتل بين يدي الحسين عليهالسلام » (٢) ،
__________________
(١) اللهوف : ٦٢ ـ ٦٣.
(٢) اللهوف : ٦٣.