الفضيلة ، لأنّنا لا نذكر بقعة من بقاع هذه الأرض يقترن اسمها بجملة من الفضائل والمناقب أسمى وألزم لنوع الإنسان من تلك التي اقترنت باسم كربلاء ، بعد مصرع الحسين » (١).
وليس أمير المؤمنين عليهالسلام وحده من آل البيت عليهمالسلام من اطَّلع على هذا السرِّ المقدَّس ؛ سرّ شهادة الحسين عليهالسلام ، فهو وعدٌ غير مكذوب ، يتوارثه أهل البيت عليهمالسلام ، ورد عن الامام الصادق عليهالسلام : أنه قال : « دخل الحسين يوما على أخيه الحسن عليهماالسلام ، فلمّا نظر إليه بكى ، فقال : ما يُبكيك؟ قال : أبكي لما يُصنع بك. فقال الحسن عليهالسلام : إن الذي يُؤتى إليّ سُمّ يدسّ إليّ فاُقتل به. ولكن لايوم كيومك يا أبا عبداللّه ، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل ، يدَّعون أنهم من أمة جدنا محمّد صلىاللهعليهوآله وينتحلون الإسلام ، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك ، وانتهاك حرمتك ، وسبي ذراريك ونسائك ، وانتهاب ثقلك ، فعندها يحلّ اللّه ببني أميّة اللعنة ، وتمطر السماء دما ورمادا ، ويبكي عليك كلّ شيء حتى الوحوش والحيتان في البحار » (٢).
لهذا فإننا لا نبالغ إذا ما قلنا بأن واقعة الطفّ هي تخطيط غيبي وسر إلهي عظيم ، فقد لوحظت فيها آثار الغيب وبصماته بصورة جليّة ، حتى بعد مصرع الحسين عليهالسلام من خلال الكرامات التي انكشفت للأعداء قبل الأصدقاء ، فهذا مسروق بن وائل الحضرمي ، الذي كان يطمح في الحصول
__________________
(١) المجموعة الكاملة ـ الحسين أبو الشهداء ٢ : ٢٣٧.
(٢) اللهوف : ١٨ ـ ١٩.