الملكوت ، يحطم من خلالها كل القيود والحواجز ، التي يضعها الاشرار أو التي تأتي بها الاقدار.
ثم ان الصلاة هي واحة الحرية في صحراء الاستبداد ، فمن خلال نافذتها الواسعة يدخل الإنسان عالما ليس فيه حدود ولاسدود. وهي أيضا بمثابة صمام الأمان للإيمان ، تنهى عن الفحشاء والمنكر اللذين يفسدان الإيمان كما يفسد الخل العسل.
وقد اعترف كبار المفكرين بدور الصلاة في مواجهة أعباء الحياة ، ومنهم الكسيس كاريل؛ هو من ألمع الأطباء الغربيين وحائز على جائزة نوبل. يقول في كتابه ( الإنسان ذلك المجهول ) : إن الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط الإنساني عُرفت حتى الآن.
ولقد عرف المسلمون قيمة الصلاة والقوة الدافعة التي هي سر من أسرارها الكثيرة ، وتمكن الإسلام من أن يخلق رجالاً من طراز خاص يتمتعون بشخصيات قوية ورصينة كالسبيكة الصُلبة التي يصعب اختراقها ، نقلتهم العبادة والصلاة خارج أسوار الذات كلما عصفت بهم أزمة أو انتابهم بلاء ، كانوا يعتصمون بصلاتهم ويتزودون من زادها الروحي مثل مائدة شهية يقترب منها الإنسان عندما يشعر بالحاجة إلى الطعام.
وأبرز مصداق ـ باتفاق المسلمين ـ لتلك الشخصيات ، التي أدركت ما للصلاة من قوة معنوية كبيرة ، هم أهل البيت عليهمالسلام الذين يجسدون المثل الأعلى في الالتزام الديني ، كانوا يُولون الصلاة عناية فائقة ، لإدراكهم الواعي والعميق لأبعادها وأسرارها وفضيلتها ، وتفاعلهم معها وانفعالهم