ببنيه واُخوته وبني أخيه وجلَّ أهل بيته إلاّ محمّد بن الحنفية أخذ يتلو هذه الآية : ( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، (١) ) وتابع الحسين عليهالسلام حالة التمثّل بموسى ، فلما وصل إلى مكّة قرأ آية : ( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ. (٢) )
وكانت اجاباته انتزاعات قرآنية ، فلما خرج من مكة واعترضه عمرو بن سعيد أمير الحجاز ليرده ويمنعه من المسير الى العراق ، ردّه ردّا قرآنيا حاسما ، بقوله عليهالسلام : ( فَقُل لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ. (٣) )
ولما انتهى الى قصر مقاتل (٤) نزل ورأى فسطاطا مضروبا لعبيداللّه بن الحرّ الجعفي ، فدعاه الى نصرته لكنه امتنع ، عندها أعرض الإمام عليهالسلام عنه قائلاً : ( وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً. (٥) )
وقد حذر الجيش الأموي من الخسران وسوء العاقبة ، فلما طلب منه قيس بن الأشعث أن ينزل على حكم يزيد ، قال له الحسين عليهالسلام ولمن معه : « عباد اللّه ( إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (٦) )».
__________________
(١) سورة القصص : ٢٨ / ٢١.
(٢) سورة القصص : ٢٨ / ٢٢.
(٣) سورة يونس : ١٠ / ٤١.
(٤) قصر مقاتل : اسم أحد المنازل التي مرّ بها الإمام الحسين عليهالسلام في مسيره من مكة الى كربلاء.
(٥) سورة الكهف : ١٨ / ٥١.
(٦) سورة غافر : ٤٠ / ٢٧.