الانتصار ومن هذا الفتح ، كما كان واثقا من هزيمته عسكريا ، كما يبدو ذلك من كتابه الذي كتبه إلى الهاشميين وهو في طريقه إلى العراق ، فقد قال فيه : « أما بعد فانه من لحق بي منكم استشهد معي ، ومن تخلف لم يبلغ الفتح » (١). فالفتح الذي يعنيه من كتابه إلى الهاشميين ، هو ما أحدثته ثورته من النقمة العامة على الأمويين ، وما رافقها من الانتفاضات التي أطاحت بدولتهم » (٢).
والذي يثير العجب ويبعث على الاستغراب أن الخصم المتمثل بيزيد وأزلامه يطلقون مصطلح (الفتح) على جريمتهم الكبرى التي اقترفوها بقتل الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه! فعندما تمّت مذبحة كربلاء أقبل زحر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية ، فقال له يزيد الذي كان يترقّب أنباء مذبحة كربلاء بلهفة : ويلك ما وراءك وما عندك؟ قال : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح اللّه ونصره ، ورد علينا الحسين بن علي في ثمانية عشر من أهل بيته وستين من شيعته ، فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا أو ينزلوا على حكم الأمير عُبيداللّه بن زياد أو القتال ، فاختاروا القتال على الاستسلام ، فغدونا عليهم مع شروق الشمس ، فأحطنا بهم من كل ناحية ... حتى أتينا على آخرهم .. (٣). فزحر هذا يُسمّي قتل آل محمد وأهل بيت النبوة وذوي قربى النبي نصر اللّه والفتح!!
__________________
(١) اللهوف : ٤١.
(٢) من وحي الثورة الحسينية / هاشم معروف الحسني : ٤٥ ، دار القلم ، بيروت.
(٣) الارشاد ٢ : ١١٨.