وخروج المختار ، وغير ذلك من الثورات الاُخرى إلى أن سقطت الدولة الاُموية ، وتحوّل صوت المطالبة بدم الحسين إلى نداء هزّ تلك العروش والحكومات » (١).
وصار الحسين عليهالسلام شعار كل ثورة إصلاحية ورمز كل حركة ترفض الخضوع للظلم والاستعباد والاضطهاد. يقول المستشرق الألماني ( ماربين ) : « قدّم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال اثبات مظلوميته وأحقيّته ، وأدخل الاسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له. وانّ صرح الظلم مهما بدا راسخا وهائلاً في الظاهر إلاّ انّه لا يعدو أن يكون أمام الحقّ والحقيقة إلاّ كريشة في مهب الريح » (٢).
وأثبت الحسين عليهالسلام بثورته المباركة أن لا حرمة ولا قدسية للحكام والأمراء إلاّ مع التزامهم الدقيق بالإسلام كعقيدة ونظام.
وعليه لم يكن هذا البذل والعطاء من قبل الحسين عليهالسلام خالياً من الهدف ، بل تحقق الهدف ، وإن لم يتمكّن الحسين عليهالسلام من الوصول إلى السلطة ، فضلاً عن أنه لم يبقَ على قيد الحياة ، فهي ثورة ناجحة ومنتصرة ، بل هي فتح إلهي ، كما عبّر عنها زعيمها حينما قال : « ومن تخلّف عنّي لم
__________________
(١) موسوعة عاشوراء / جواد محدثي : ٢٩٣.
(٢) موسوعة عاشوراء / جواد محدثي : ٢٩٢.