فواللّه لا يسمعها أحد ثم لا ينصرنا فيرى بعدها خيرا أبدا ». قال عبيد اللّه : فواللّه لهبت كلمته تلك ، فخرجت هاربا من عبيد اللّه بن زياد مخافة أن يوجّهني إليه ، فلم أزل في الخوف حتى انقضى الأمر. فندم عبيد اللّه على تركه نصرة الحسين عليهالسلام ، فقال (١) :
فيا لك حسرة ما دمت حيا |
|
تردد بين حلقي والتراقي |
حسينا حين يطلب بذل نصري |
|
على أهل العداوة والشقاق |
ولو أنّي اُواسيه بنفسي |
|
لنلت كرامة يوم التلاقِ |
مع ابن المصطفى نفسي فداه |
|
فولى ثم ودع بالفراق |
غداة يقول لي بالقصر قولاً |
|
أتتركنا وتزمع بانطلاق |
فلو فلق التلهّف قلب حي |
|
لهم اليوم قلبي بانفلاق |
فقد فاز الاُولى نصروا حسينا |
|
وخاب الآخرون اُولو النفاق |
ولم يكتفِ عبيد اللّه بن الحرّ بالندم وحده ، بل سعى هو وغيره ممّن تخلفّ عن الحسين عليهالسلام إلى بلورة حالة الندم إلى الانتقام ، فلما قتل الحسين عليهالسلام ندم عبيداللّه بن الحرّ والمسيّب بن نجبة الفزاري وجميع من خذل الحسين عليهالسلام ولم يقاتل معه ، فقالوا : ما المخرج والتوبة ممّا صنعنا؟ فخرجوا فأتوا عين الوردة وهي بناحية قرقيسيا ، فلقيهم جمع أهل الشام وهم عشرون ألفا عليهم الحصين بن نمير ، فقاتلوهم ، فترجّل سليمان بن صرد
__________________
(١) انظر : سلسلة ذخائر «تراثنا» (١) ، مصدر سابق : ص ٩٣ ، وتاريخ الطبري ٦ : ٢١٧ ، حوادث سنة إحدى وستّين.