وقاتل حتى قُتِل وقُتِل عامة أصحابه ورجع من بقي منهم إلى الكوفة (١).
وأما موقف عامة المسلمين غير الملتزمين بالخط السياسي للشيعة وأئمة أهل البيت عليهمالسلام ، فقد واجه هؤلاء الكارثة بالدهشة والاستنكار ، وقد هالهم ما كشفت عنه عملية قمع الثورة من أسلوب معاملة الأمويين لخصومهم السياسيين ، هذا الأسلوب الذي لايحترم شريعةً ولا أخلاقا ، ولا يقيم وزنا حتى للأعراف الاجتماعية ، حتى ان البعض من الناس أخذ يقابل قاتل الحسين بالازدراء والاحتقار ، ولم يرد عليهالسلام ، قال ابن سعد : « أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي ، قال : حدّثني عبد الرحمن بن حميد الرواسي ، قال : مرّ عمر بن سعد ـ يعني ابن أبي وقاص ـ بمجلس بني نهد حين قتل الحسين ، فسلّم عليهم فلم يردّوا عليهالسلام » (٢).
وقد وجدوا اللّوم والتقريع والتوبيخ على فعلتهم الشنيعة هذه حتى من أقرب المقربين منهم ، قال ابن سعد : « أخبرنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس ، قال : حدّثنا شريك ، عن مغيرة ، قال : قالت مرجانة لابنها عبيد اللّه بن زياد : ياخبيث ، قتلت ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم؟! لا ترى الجنة أبدا » (٣).
ولا شك في أن هذا الاكتشاف لهول الجريمة اليزيدية ، قد دفع بكثير
__________________
(١) انظر : سلسلة (تراثنا) (١) : ٩٢.
(٢) سلسلة (تراثنا) (١) : ٨٨.
(٣) سلسلة (تراثنا) (١) : ٨٨.