بالكناية على مذهبه ولكن وقع فيما هو أدهى وأمرّ ، فإنه قال ـ على ما في التلخيص وشرحه ـ : إنّ المراد بالربيع الفاعل الحقيقي للإنبات يعني القادر المختار بقرينة نسبة الإنبات إليه (١) ، وردّه في التلخيص (٢) (٣) بوجوه :
منها : أنّ لازم ذلك أن يتوقف نحو أنبت الربيع البقل على السمع لأن أسماء الله تعالى توقيفيّة ، مع أنّ هذا الاستعمال صحيح شائع ، ورد في الشرع أم لا (٤).
ولقد أكثر العلماء من الردّ على هذا القول والاعتراض عليه ، ومن الانتقاد والانتصار له ، والتعرض لذلك خروج عن موضوع الرسالة بأكثر ممّا يسمح به الاستطراد.
ويكفي ـ فيما أرى ـ ردّا عليه انّ إطلاق الربيع في مثل المقام على ذلك المقام الرفيع سمج قبيح ، لا يقبله الذوق الصحيح بأيّ وجه كان ، مجازا كان أم حقيقة ، كناية أم استعارة من غير فرق بين أن تكون أسماؤه تعالى توقيفيّة أم قياسيّة.
__________________
(١) تلخيص المفتاح بشرح المختصر للتفتازاني : ٥٩.
(٢) وهو ملخّص القسم الثالث من مفتاح العلوم للسكاكي. ( مجد الدين ).
(٣) وهذا الكتاب للإمام العلاّمة أبي المعالي قاضي القضاة محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد العجلي جلال الدين القزويني الشافعي المشتهر بالخطيب الدمشقي.
هذا ، وذلك الكتاب مشهور بين الأنام ، ومعتبر عند الأعلام ، وشرحه المولى الإمام مسعود بن عمر ابن عبد الله التفتازاني الشافعي الخراسانيّ المعروف بـ ( العلاّمة التفتازاني ) ـ المتولّد سنة (٧١٢) وقيل : سنة (٧٢٢) المتوفّى سنة ٧٩٢ ـ بشرحين معروفين المشتهر أحدهما بـ ( المطوّل ) وثانيهما بـ ( المختصر ).
هذا ، وولد الخطيب سنة (٦٦٦) وتوفّي سنة (٧٣٩) فكان عمره ثلاث وسبعين سنة.
( مجد الدين )
(٤) تلخيص المفتاح بشرح المختصر للتفتازاني : ٦٠.