وعلى هذا النمط البديع جرى في كثير (١) من أبيات القصيدة قال قائلها ، وليقل من شاء ما شاء إني لعمر الفضل قد أردت من هذه القوافي الثلاثة معاني ستة من كل واحدة اثنين ، وفي هذا كفاية لمن تأمّل وأنصف إن كان ذا ذهن سليم ، ولم تأخذه سورة العصبيّة للرأي القديم.
وعلى ذكر التورية ، فلا بأس بالإشارة إلى نكتة مهمّة ـ وإن كانت خارجة عن المقصود ـ وهي أنّ التورية بقسميها وإيهامها لا تختص موردها بلفظ واحد له معنيان ، كما في كلام كثير من علماء الفنّ ، بل تأتي في كل كلام يمكن انصرافه إلى وجهين وأكثر سواء كان لاشتراك لفظ من ألفاظه أو لتردّده بين لفظ لفظين (٢) ، كقول القائل من أهل العصر (٣) ـ كان الله له ـ في موشحة بديعيّة في وصف الخدّ ، من بحر المجتثّ :
................... |
|
عن دم قلبي تخضّب (٤) |
فصح لو قيل عن دم
أو لاحتمال رجوع الضمير إلى أكثر من واحد ، كقوله فيها أيضا :
فقسه بالبدر إن تمّ.
إذ الضمير في ( تمّ ) يحتمل رجوعه إلى القياس ، وإلى البدر ، أي : إن تمّ القياس ، أو إن تمّ البدر.
__________________
(١) كقوله ـ طاب ثراه ـ في تلك القصيدة :
لدولة الحسن نحن جند |
|
وأنت سلطانها المظفّر |
لأنّ المراد من المظفّر ، المعنى الفعلي وهو المظفّر والمنصور على الأعداء ، والمعنى اللقبي ، إذ هو لقب سلطان ذلك الوقت ( مظفر الدين شاه القاجاري ). ( مجد الدين ).
(٢) كالبيت [ الآتي ] فإن الكلمة الأخيرة منها مركّب من لفظين ، أعني الجار والمجرور ، أو لفظ واحد على اختلاف المعنيين. ( مجد الدين ).
(٣) المصنّف نفسه ـ طاب ثراه ـ ( مجد الدين ).
(٤) وقبله : خدّ زها باحمرار. راجع ديوانه المطبوع ص ١٢٨.