حين نسي هو تهافت آرائه ، قال ابن تيمية في تفسيره ج ٦ ص ١٠٨
فصل . أقوال الفرق في صفات الله تعالى . . . هذا مع أن ابن فورك هو ممن يثبت الصفات الخبرية كالوجه واليدين وكذلك المجئ والإتيان موافقة لأبي الحسن فإن هذا قوله وقول متقدمي أصحابه ، فقال ابن فورك فيما صنف في أصول الدين : فإن سألت الجهمية عن الدلالة على أن القديم سميع بصير ؟ قيل لهم : قد اتفقنا على أنه من تستحيل عليه الآفات والحي إذا لم يكن مأووناً بآفات تمنعه من إدراك المسموعات والمبصرات كان سميعاً بصيراً .
وإن سألت فقلت : أين هو ؟ فجوابنا إنه في السماء كما أخبر في التنزيل عن نفسه بذلك ، فقال عز من قائل : أأمنتم من في السماء ، وإشارة المسلمين بأيديهم عند الدعاء في رفعها إليه ، وإنك لو سألت صغيرهم وكبيرهم فقلت : أين الله ؟ لقالوا إنه في السماء ، ولم ينكروا بلفظ السؤال بـ ( أين ) لأن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الجارية التي عرضت للعتق فقال : أين الله ؟ فقالت في السماء مشيرة بها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إعتقها فإنها مؤمنة ، ولو كان ذلك قولاً منكراً لم يحكم بإيمانها ولأنكره عليها ، ومعنى ذلك أنه فوق السماء لأن ( في ) بمعنى ( فوق ) قال الله تعالى : فسيحوا في الأرض أي فوقها .
قال ابن فورك : وإن سألت كيف هو ؟ قلنا له : كيف سؤال عن صفته وهو ذو الصفات العلى ، هو العالم الذي له العلم ، والقادر الذي له القدرة ، والحي الذي له الحياة ، الذي لم يزل منفرداً بهذه الصفات ، لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شئ .
( قلت ) فهذا الكلام هو موافق لما ذكره الأشعري في كتاب الإبانة ولما ذكره ابن كلاب لما حكاه عنه ابن فورك ، لكن ابن كلاب يقول إن العلو والمباينة من الصفات العقلية ، وأما هؤلاء فيقولون : كونه في السماء صفة خبرية كالمجئ والإتيان ، ويطلقون القول بأنه بذاته فوق العرش وذلك صفة ذاتية عندهم .
والأشعري يبطل تأويل
من تأول الإستواء بمعنى الإستيلاء والقهر بأنه لم يزل