وتربية حبِّ العمل والجدِّ فيهم وغير ذلك ، مما يعينهم على فهم أفضل للاسلام وسلوك أفضل وفق قيمه ومبادئه في هذه الحياة .
أوقفتُ عند هذه النقطة انسيابية التأمل ، ونظرت الى السماء ، فأدهشتني تشكيلات من سحب بيضاء راحت تتجمع من هنا وهناك كأنها قطن مندوف يوضع بعناية على أرضية من مخمل زرقاء .
استهواني المنظر فاستغرقت فيه حتى امتليت .
كانت قطعان السحب المبثوثة تتجمع شيئاً فشيئاً متآلفة أو متعانقة أو مُتَّحدة ، متخلِّية عن خصوصياتها الذاتية ، مشرعة نوافذها للآخر ، مستجيبة له ، ذائبة فيه أو فانية .
عاودني الخاطر المؤرق مرة أخرى فسألت نفسي :
كيف يجب عليَّ أن أسلك في بلاد الغربة فأحتفظ بخصوصياتي الذاتية دون أن أفنى في ثقافة الآخر أو أذوب ، ودون أن أنغلق على نفسي فأتقوقع ؟ ثم سألتها : ترى كيف سيحكم عليَّ الآخرون ممن سوف أعيش بين ظهرانيهم ؟
لقد عودتني مدينتي المكتظة بالزائرين والسياح على مدار العام أن أحكم على سلوك شعب من خلال سلوك أبنائه ، أو دين من خلال تصرفات معتنقيه ، فإذا أحسن المعاملة زائر من بلد ما ، قلت : إن سكان ذلك البلد طيبون ، وإذا أساء التصرف سائح ما ، قلت : إن سكان ذلك البلد سيئون وهكذا .