الناس ، ثمّ أعلمهم ما أمر الله عزَّ
وجلَّ به » (١). ولم يكتف الإسلام بتشجيع الشباب من الجنسين
علىٰ الزواج ، بل دعا المسلمين إلىٰ تحقيق أعلىٰ درجة من المشاركة والتعاون ومد يد العون
لكلِّ من تضيق يده عن تهيئة الوسائل اللازمة للزواج ، ووعد كل من يساهم في هذا العمل الخيري بالثواب الجزيل ، وثمة شواهد نقلية علىٰ هذا التوجه ، منها : قال الإمام زين العابدين عليهالسلام : «
... ومن زوَّجه زوجة يأنس بها ويسكن إليها ، آنسه الله في قبره بصورة أحبّ أهله إليه »
(٢) وقال حفيده الإمام الكاظم عليهالسلام
: «
ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم لا ظلَّ إلّا ظلّه : رجل زوّج أخاه المسلم ، أو خدمه أو كتم له سراً »
(٣). وفي هذا الإطار ، نجد دعوة ملحة لتوسيع
المشاركة الاجتماعية في هذه القضية الحيوية من خلال دفع المسلمين للقيام بدور الوساطة بين الشباب المؤهلين للزواج وفتح قنوات الاتصال والتعارف بين عوائلهم ، وكذلك مدّ جسور الفهم والتفاهم بين العروسين ، وهي أمور لابدّ منها حتىٰ يكون الزواج عن قناعة ورضا وطيب نفس ، وعلىٰ نحو مدروس ، وليس قراراً ارتجالياً قد تترتب عليه عواقب لا تحمد عقباها. ثم إنّ الوسيط أو الشفيع يساهم مساهمة
فعّالة في تذليل الصعوبات ورفع الموانع والعقبات التي تعترض الجانبين ، ومن هنا أشاد أمير المؤمنين عليهالسلام بدور الشفيع أو الوسيط فقال : « أفضل الشفاعات أن يشفع بين اثنين في
نكاح ، ________________ ١) وسائل الشيعة ١٤ :
٣٩ كتاب النكاح. ٢) ثواب الأعمال ، للصدوق
: ١٧٥ ـ ١٧٦. ٣) الخصال / الصدوق ١
: ١٤١ باب الثلاثة.