ويصمُّ.. » (١). وصاحب الهوىٰ ـ علىٰ الأغلب ـ ينساق لعاطفته المتأججة ، فيغض الطرف عن عيوب المحبوب ، ويسد منافذ سمعه عن نصائح الآخرين ولو كانت صادقة ومخلصة ، يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : « عين المحبّ عمية عن معايب المحبوب ، وأذنه صمّاء عن قبح مساويه » (٢). صحيح أنّ العاطفة والود أو الانسجام النفسي من العوامل المساعدة علىٰ إدامة واستمرار الرابطة الزوجية ، وأن الإسلام قد أعطىٰ الشاب الحق في انتخاب المرأة التي يميل إليها ، فعن ابن أبي يعفور ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : قلتُ إني أردت أن أتزوج امرأة وإن أبويّ أرادا غيرها ، قال : « تزوج (التي) هويت ، ودع التي هوىٰ أبواك » (٣). ولكن الصحيح أيضاً أنّ تجاهل المواصفات والنصائح التي عرضها الشرع أو التي أسسها العقل سوف يؤدي إلىٰ نتائج لا تحمد عقباها في المستقبل وخصوصاً بعد أن تنقشع غشاوة العواطف العمياء عن القلوب أو تبرد حرارتها عندها تظهر العيوب بادية للعيان ، وعليه فيجب أن لا تكون عاصفة الهوىٰ هي محور الاختيار دون النظر والتعقّل في توفّر المواصفات المطلوبة في المحبوب. الأمر الآخر الذي يجب التنويه به هو ضرورة تمسك الزوجين بمبادئ الإسلام وقيمه الأخلاقية قبل الاقتران ، فتدين الرجل أو المرأة يجنبهما الخوض في مغامرات عاطفية قد تعصف بعشّ الزوجية ، ويتأكد هذا الأمر في المرأة ذات الطبيعة العاطفية التي قد تتعرض لعوامل الاغراء فتقع في الشباك التي ينصبها لها الفسّاق. ________________ ١) بحار الأنوار ٧٧ : ١٦٥. ٢) غرر الحكم ح ٦٣١٤. ٣) مكارم الأخلاق : ٢٣٧.