القرآن الكريم والحديث الشريف ، ثم يفضىٰ إلىٰ ذكر الغرض ، وهو خطبة المرأة وذكر مواصفاتها الصالحة وإيمانها وما إلىٰ ذلك ، وفي السيرة النبوية وتراث الأئمة المعصومين عليهمالسلام كثير من الخُطب المأثورة عنهم عليهمالسلام في الزواج ، منها خطبة الإمام الرضا عليهالسلام لنفسه في زواجه من أم حبيبة ، وخطبة ولده الإمام الجواد عليهالسلام لنفسه في زواجه من أم الفضل ، وغيرهما.
ويستحب الإعلان عن العقد والإشهاد عليه ، وإيقاعه ليلاً ، قال الإمام الصادق عليهالسلام : « زفّوا عرائسكم ليلاً ، وأطعموا ضُحىٰ » (١).
ويستحب الوليمة عند الزفاف يوماً أو يومين ، وأن يُدعىٰ لها المؤمنون.
واتضح من خلال هذه المراسيم أن السمة الغالبة عليها هي عبادية فضلاً عن كونها اجتماعية ، توجّه الزوجين للارتباط بالله تعالىٰ واستمداد العون والتوفيق منه ، ثم يتخللها أداء الصلاة والأذكار وقراءة القرآن والاطعام الذي يُذكر فيه ـ عادة ـ الجيران ويشمل الفقراء والمساكين.
ثم تأتي مراسيم الزفاف ، ومما يدل علىٰ أهميتها أنه (لما كانت ليلة الزفاف ـ لفاطمة علىٰ الإمام عليّ عليهماالسلام ـ أتىٰ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ببغلته الشهباء ، وثنىٰ عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : « اركبي » ، وأمر سلمان رضياللهعنه أن يقودها ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يسوقها ، وكبّر صلىاللهعليهوآلهوسلم فوضع التكبير علىٰ العرائس من تلك الليلة) (٢). وهكذا تتم هذه المراسيم العالية في أجواء من الطهر والفضيلة ، تتفجر فيها ينابيع المشاعر والأحاسيس الخيّرة ، وتنطلق فيها الدعوات المخلصة إلىٰ الله تعالىٰ لكي يبارك للعروسين حياتهما الجديدة.
________________
١) مكارم الأخلاق : ٢٠٨.
٢) مكارم الأخلاق : ٢٠٨.