عائلته ، لا سيّما وأن الصلاة تقوم بدور الرّدع للإنسان المسلم عن الفحشاء والمنكر ، قال تعالىٰ مخاطباً الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( .. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ .. ) (١).
ولذلك نجد أن الرسل والأنبياء ، يأمرون أهلهم بالمحافظة علىٰ الصلاة ، ومن أبرز الشواهد علىٰ ذلك ما حكاه القرآن عن سلوك إسماعيل عليهالسلام السوّي ، وكيف كان يأمر أهله بالطاعات ، قال تعالىٰ : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ) (٢).
كما نجد في القرآن خطاباً موجّهاً للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن يأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها ، والملفت للنظر هنا أن هذا الخطاب قد ورد بعد النهي عن النظر إلىٰ نساء الآخرين ، الأمر الذي يعني أن الطاعات وخاصة الصلاة ، تُحصّن الإنسان وأهله من المفاسد الاجتماعية. تدبّر جيداً في هذا المقطع القرآني الزاخر بالمعاني : ( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ * وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ) (٣).
فمن الضرورة بمكان أن يحث ويشجع كل من الزوجين أحدهما الآخر علىٰ المحافظة علىٰ الصلاة التي تقربهما إلىٰ الله تعالىٰ وتبعدهما عن الفحشاء والمنكر ، خصوصاً وأن هذا الحثّ والتشجيع المتبادل يستتبع الثواب الجزيل ، قال
________________
١) سورة العنكبوت : ٢٩ / ٤٥.
٢) سورة مريم : ١٩ / ٥٤ ـ ٥٥.
٣) سورة طه : ٢٠ / ١٣١ ـ ١٣٢.