قال الطبرسي رحمهالله : روي عن أبي أيوب الأنصاري ، قال : قلنا يا رسول الله ، ما الاستئناس ؟ قال : « يتكلم الرجل بالتسبيحة والتحميدة والتكبيرة ويتنحنح علىٰ أهل البيت ».
وروي أن رجلاً قال للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم استأذن علىٰ أمي ، فقال : « نعم ، قال : إنها ليس لها خادم غيري ، أفتستأذن عليها كلّما دخلت ، قال : اتحب أن تراها عريانة ؟ قال الرجل : لا ، قال : فاستأذن عليها ».
لا يجوز دخول دار الغير بغير إذنه ، وإن لم يكن صاحبها فيها ، ولا يجوز أن يتطلع إلىٰ المنزل ليرىٰ من فيه فيستأذنه ، إذا كان الباب مغلقاً ، لقوله عليهالسلام : « إنّما جعل الاستئناس لأجل النظر » إلّا أن يكون الباب مفتوحاً ؛ لأنَّ صاحبه بالفتح أباح النظر.. ( وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ) أي فانصرفوا ولا تلجوا عليهم ، وذلك بأن يأمروكم بالانصراف صريحاً أو يوجد منهم ما يدل عليه ( هُوَ أَزْكَىٰ ) معناه : أن الانصراف أنفع لكم في دينكم ودنياكم ، وأطهر لقلوبكم ، وأقرب إلىٰ أن تصيروا أزكياء (١).
وضمن هذا السياق ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام لأصحابه : « إذا دخل أحدكم منزله فليسلِّم علىٰ أهله ، يقول : السلام عليكم ، فإن لم يكن له أهل فليقل : السلام علينا من ربّنا .. » (٢).
وينبغي الإشارة إلىٰ أن الإسلام يحرص أشد الحرص علىٰ رعاية حرمة الاُسرة ، ومن مصاديق ذلك أنّه كره التطلّع في الدور ، جاء عن الإمام الصادق عليهالسلام قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنَّ الله تبارك وتعالىٰ كره التطلع في
________________
١) مجمع البيان ٥ : ٣٢ / ١٩ منشورات دار مكتبة الحياة ـ بيروت.
٢) الخصال ، للصدوق ٢ : ٦٢٦ / ٤٠٠.