كما أن الطفل في هذه المرحلة يميل بفطرته إلىٰ الحركة واللعب ، ويسعىٰ إلىٰ جلب الأنظار إليه من خلال المشاغبة أو المشاكسة ، لذا يتوجّب علىٰ الوالدين تحمّله وعدم القسوة عليه ، عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « احمل صبيك حتىٰ يأتي عليه ست سنين ، ثم أدّبه في الكتاب ستّ سنين ، ثم ضمّه إليك سبع سنين فأدّبه بأدبك ، فإن قبل وصلح ، وإلّا فخلّ عنه » (١).
ومن الضروري إفهام الصبي بعد مرحلة الفطام بوجود الله تعالىٰ من خلال تلقينه الوحدانية والصلوات علىٰ النبي وآله عليهمالسلام ، عن عبدالله بن فضالة ، عن أبي عبدالله أو أبي جعفر عليهماالسلام ، قال سمعته يقول : « إذا بلغ الغلام ثلاث سنين فقل له سبع مرات : قُلْ : لا إله إلّا الله.. » (٢).
وفي هذه الفترة يتوجب مراقبة صحة الطفل ووزنه ، وقد ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه وضع حدّاً يمكن من خلاله معرفة وتيرة نمو الطفل من خلال مراقبة طوله ، قال عليهالسلام : « يزيد الصبي في كل سنة أربع أصابع بإصبعه » (٣).
ومن جانب آخر لابدّ في هذه المرحلة من تقبيل الطفل واشعاره بالحب له والاهتمام به ، قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أكثروا من قبلة أولادكم ، فإنّ لكم بكلِّ قبلةٍ درجة في الجنة مسيرة خمسمائة عام » (٤).
وينبغي الإشارة هنا إلىٰ استحباب التصابي للطفل ومناغاته ، لما لذلك من
________________
والغمر ـ بالتحريك : زنخ اللحم وما يتعلق باليد من دسمة.
١) مكارم الأخلاق : ٢٢٢.
٢) مكارم الأخلاق : ٢٢٣.
٣) مكارم الأخلاق : ٢٢٣.
٤) روضة الواعظين : ٣٦٩.