فهو يعكس مصالحهم ، وينسجم مع أهوائهم وشهواتهم ، ويكون ـ في غالب الأحيان ـ قاصراً وعرضة للتبدل الدائم.
ولما كان الدين يشكل قطب الرحىٰ في توجهات الإسلام الاجتماعية نجد التأكيد علىٰ التماثل الديني بين الزوجين عند تكوين الاُسرة. فالإسلام ـ كما هو معلوم ـ يُحرّم زواج المسلمين من عبدة الأوثان والأصنام من أتباع الديانات الوضعية ، أي الذين يعبدون الشمس والقمر والأشجار وما إلىٰ ذلك ، فكل هؤلاء أشركوا مع الله إلهاً سواه ، قال تعالىٰ : ( وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا .. ) (١).
فلم يبح الإسلام زواج المسلم من مشركة ؛ لأنّ الزواج سكينة ومودة ، ولا يمكن أن يتحققا مع الاختلاف الشاسع في الاعتقاد ، ثم إن هكذا زواج سوف يؤثر علىٰ دين الأولاد ، الذين هم مسلمون تبعاً لأبيهم ولكن وجودهم بجنب أُمهم المشركة سوف يؤدّي إلىٰ زعزعة عقائدهم وقيمهم.
من جانب آخر لا يسمح الإسلام للمسلمة بالزواج من غير المسلم حتىٰ ولو كان من أهل الكتاب ، وذلك لأنّ الزواج يقتضي قيمومة الرجل علىٰ زوجته ، ولا يجوز شرعاً أن يكون للرجل الكافر سلطان علىٰ المرأة المسلمة ، لقوله تعالىٰ : ( .. وَلَن يَجْعَلَ اللَّـهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ) (٢).
واللافت للنظر أن الإسلام يجوّز للرجل الزواج من الكتابية ـ علىٰ الرأي القائل بجوازه ـ وذلك لأنّ المرأة غالباً ما تتأثر بأدب زوجها وديانته ، ولو أنّ
________________
١) سورة البقرة : ٢ / ٢٢١.
٢) سورة النساء : ٤ / ١٤١.